علاقات تاريخية مميزة.. زيارة تبون إلى البرتغال لتعزيز التعاون الاقتصادي

من المرتقب أن يؤدي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، زيارة رسمية إلى البرتغال، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وتأتي هذه الزيارة، بعد أقل من أسبوع من انعقاد الدورة السادسة لمجموعة العمل المشتركة حول التعاون الاقتصادي في الجزائر.

زيارة بعنوان اقتصادي

وفي الوقت الذي لم يتم الكشف فيه عن أجندة الزيارة يرى المحلّل السياسي حسام حمزة، أن عنوان الزيارة الأساسي هو عنوان اقتصادي.

وأوضح حسام حمزة، في حديثه لمنصة “أوراس”، أن الجزائر تبحث اليوم عن مستثمرين جدد، لاسيما في القطاعات الإستراتيجية والقطاعات ذات الأولوية بالنسبة لمشروع التنمية الجزائري.

وسائل الإعلام البرتغالية تتحدّث عن إنقاذ الجزائر للبرتغال من أزمة مؤكدة.. تابع التفاصيل في الفيديو pic.twitter.com/uajtGWyg2k

— أوراس | Awras (@AwrasMedia) October 25, 2022

ولفت محدّثنا، إلى أن البرتغال يمكن أن تساعد الجزائر في مجالات الزراعة والصناعات التحويلية المرتبطة بها، كما يمكن لها أن تساهم في تحقيق الأهداف المُسطّرة في البرنامج الجديد.

وأبرز حمزة، أن البرتغاليين يمتلكون الخبرة والتفوق في بعض جوانب الزراعة والصناعات التحويلية، وبإمكانهم الاستفادة ممّا يمنحه قانون الاستثمار الجديد للمستثمرين الأجانب.

وبالإضافة إلى الصناعة والزراعة، يرجّح المحلّل السياسي، إمكانية أن تشمل مجالات التعاون المرجوة، الصناعات الصيدلانية وصناعة الأدوية، إذ أن خلال آخر زيارة لأحد وزراء الحكومة البرتغالية إلى الجزائر كان هنالك حديث هن الاستثمار في هذا المجال، وفقا للمتحدث.

وأضاف:” كل هذا يخدم الطرفين لأنه يساهم في تحقيق أولويات الحكومة الجزائرية في الوقت الراهن ويسمح للبرتغال بفتح أسواق جديدة”.

علاقات تاريخية مميزّة

تربط الجزائر والبرتغال علاقات وطيدة تاريخية ومميزة.

وبالحديث عن تاريخ العلاقات بين البلدين، يجدر الذكر أن الجزائر أدّت دورا بارزا في عملية دمقرطة البرتغال من خلال دعمها للمعارضة الديمقراطية ضدّ الحكم الدكتاتوري.

وسنة 1975، وقّعت لشبونة، في الجزائر، اتفاقية سمحت باستقلال دول إفريقية كانت خاضعة للاستعمار البرتغالي، الأمر الذي ساهم حسب لشبونة في ميلاد دول تتحدّث اللغة البرتغالية.

وبالعودة إلى الحاضر، تواصل الدولتين الارتقاء بالعلاقات بينهما، حيث أكد وزير الخارجية البرتغالي آنذاك، أوغوشتو سانتوش سيلفا، خلال زيارة قادته السنة الماضية إلى الجزائر أين التقى بالرئيس تبون، أن لشبونة تسمع بحرص للجزائر فيما يخصّ الأوضاع بالمنطقة المتوسطية وشمال إفريقيا والساحل، لافتا إلى ضرورة تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وأبرز سانتوش سيلفا، أن البلدين يجمعهما التعاون في مجال إرساء الأمن والاستقرار والعلاقات الجيدة بين الدول والشعوب، مشيرا إلى أن الجزائر ولشبونة شريكان مهمان في منطقة حوض المتوسط.

وشدّد رئيس الدبلوماسية البرتغالية، على أن العلاقات بين الدولتين جيدة فيما يتعلق بالمجالين السياسي والدبلوماسي.

وتأكيدا على تقارب الآراء والمواقف بين البلدين، رفضت البرتغال دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية، عكس جارتها الأيبيرية إسبانيا.

وتدعم ليشبونة، جهود الأمم المتحدة لحلّ قضية الصحراء الغربية، أي دعمها لمشروع استفتاء تقرير المصير لصالح الشعب الصحراوي.

الجزائر تكتسح سوق الطاقة البرتغالية

تُعتبر الاستثمارات البرتغالية في الجزائر ضئيلة نوعا ما بالنظر إلى الزخم الذي تكتسيه العلاقات بين البلدين، إلا أن الجزائر تُسجّل حضورها بشكل كبير في سوق الطاقة البرتغالية.

وتؤدي الجزائر، دورا هاما في معادلة الطاقة في هذه الدولة الأوروبية.

وكشف  وزير الاقتصاد البرتغالي أونطونيو كوستا سيلفا، أن الجزائر تُؤمن ما نسبته 82 بالمائة من احتياجات الطاقة في البرتغال.

وتُواصل الجزائر تزويد البرتغال بالغاز، بصفة دائمة، في عزّ أزمة الغاز التي يعرفها العالم ما يجعلها شريكا موثوقا.