حمّل الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، السياسات الغربية المبنية على ازدواجية المعايير، مسؤولية فشل الحوار بين الحضارات.
وأوضح أن هذا التناقض هو ما تسبب في عجز المجتمع الدولي عن وقف جرائم الإبادة والتهجير، التي يعانيها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ٧٠ عامًا.
وأكد العميد أنه يحرص على نقل هذه الرسالة في المحافل الرسمية، دفاعًا عن العدالة وحقوق الفلسطينيين، وعن القيم الإنسانية الجامعة.
وجاء ذلك خلال استقباله الوزير الفلسطيني أحمد أبو هولي، رئيس اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ورافق أبو هولي وفد رسمي، اطلع على مرافق جامع الجزائر، وعلى رسالته الحضارية والدينية ذات الامتداد العربي والإسلامي.
وأشار عميد الجامع إلى متانة العلاقة بين الشعبين الجزائري والفلسطيني، مجددًا التمسك بالشعار الخالد: “الجزائر مع فلسطين في السرّاء والضرّاء”.
واستحضر كلمات كتبها شباب جزائريون عقب نكبة 1948، عبّرت عن وعي مبكر تجاه القضية الفلسطينية، ودعم شعبي واسع تجلى في حملات التبرع آنذاك.
وأشاد بمواقف الدولة الجزائرية، التي ظلت وفية للقضية الفلسطينية، ولم تغيّر موقفها رغم التحولات الدولية.
وقال القاسمي: “صوت الجزائر في المحافل الأممية كان صريحًا وثابتًا، مناصرًا للحق الفلسطيني وقضيته العادلة”.
وأضاف أن جامع الجزائر ذاته يمثل وعدًا متحققًا، فقد تحوّل من مشروع استعماري باسم الكاردينال لافيجري، إلى منارة إسلامية باسم سيدنا محمد.
وأوضح أن هذا التحول يجسّد انتصار الشعب الجزائري، الذي استرجع استقلاله بفضل تمسكه بالإسلام ووحدته حول جبهة التحرير.
ومن جانبه، أشاد الوزير أحمد أبو هولي بمواقف الجزائر الثابتة والداعمة لفلسطين، مؤكدًا أنها كانت وما زالت قبلة للثوار والأحرار.
وقال: “حين نحتاج إلى الثبات والدعم، نلجأ إلى الجزائر.. فالعدو واحد، وبوصلتنا تتجه نحو القدس الشريف”.