عميد جامع الجزائر يحذّر: خطاب الكراهية أداة هدم ناعمة تهدد القيم والمجتمعات
عميد جامع الجزائر يحذّر: خطاب الكراهية أداة هدم ناعمة تهدد القيم والمجتمعات محمد الأمين جيلالي

عميد جامع الجزائر يحذّر: خطاب الكراهية أداة هدم ناعمة تهدد القيم والمجتمعات

  • انسخ الرابط المختص

حذّر عميد جامع الجزائر، محمد المأمون القاسمي الحسني، من تحول خطاب الكراهية إلى أداة هدم ناعمة للقيم والمجتمعات.

وأوضح القاسمي أنّ خطاب الكراهية ليس مجرد تعبير عن الرأي، بل هو نمط لغوي يقصي الآخر ويحرض عليه بسبب الدين أو اللغة أو الجنس أو اللون أو الانتماء.

وأكد المتحدث في كلمة له خلال إحياء اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية، أن هذا الخطاب يتجاوز حدود النقد المشروع، ويتحول إلى اعتداء صامت على الكرامة والحقوق تحت غطاء زائف من حرية التعبير، واصفا إياه بـ “السُمّ” الذي يتسرّب إلى جسد الأمّة.

وأضاف أن الكراهية تتسلل اليوم إلى الفضاءات الرقمية، وتُروج عبر كلمات وصور مضلّلة، تُبث أحيانا بلغة هزلية تخفي في باطنها تحريضا وعدوانا، مشيرا إلى أنّ هذا النوع من الخطاب يؤثر سلبا في مناعة المجتمع، ويضعف ثقته، ويفكك لحمته الوطنية.

وشدد عميد جامع الجزائر على أنّ أخطر ما في الكراهية هو ما تحمله من بذور الفرقة والانقسام، مبينا أن شرارة الكلمة قد تشعل فتنة، إذا لم تواجه بالوعي والعقل والحكمة.

المرجعية الدينية حصن الجزائر

قال عميد جامع الجزائر في حلقة النقاش التي احتضنها جامع الجزائر إن المرجعية الدينية الوطنية هي أكبر حصون الجزائر، في فهمها الوسطي الجامع ضدّ الانجراف إلى التطرّف، أو العداء، منوها بقيم ديننا الحنيف في التسامح والعفو والإحسان.

كما دعا المتحدث الأئمة والدعاة والمرشدين إلى تكثيف جهودهم في نشر خطاب جامع يقرب ولا يفرّق، ويُحبّب ولا يبغض، ويقيم جسور التراحم بدل الانقسام.

وأكد أنّ جامع الجزائر، بمرجعيته ومكانته، يمثل منارة علمية وروحية لنشر رسالة الإسلام الوسطية المعتدلة، من خلال خطاب مستنير ومتزن.

واستعرض المأمون القاسمي جهود الدولة الجزائرية في محاربة خطاب الكراهية، مشيرا إلى القانون رقم 20-05 الذي يجرم التحريض والتمييز، وإنشاء “المرصد الوطني للوقاية من خطاب الكراهية”، بوصفه آلية قانونية وثقافية لليقظة.

واعتبر القاسمي أنّ مواجهة الكراهية لا تقتصر على الردع القانوني، بل هي مسؤولية وطنية شاملة، تتطلب تضافر جهود المدرسة، والمسجد، والجامعة، والإعلام، والأسرة، لتكوين وعي جماعي يحصّن المجتمع.

شاركنا رأيك