أثارت تصريحات مثيرة للجدل أطلقها رئيس الوزراء الفرنسي فرونسوا بايرو حول ما وصفه بـ”غرق فرنسا وسط المهاجرين” جدلا كبيرا جدا في بلده، حيث تلقى انتقادات لاذعة جدا من التيار اليساري وفي المُقابل ترحيبا كبيرا بكلامه من طرف اليمن المُتطرف.
وقال بايرو مساء الاثنين عبر قناة “LCI” إن “التدفقات الأجنبية إيجابية بالنسبة إلى أي شعب، شرط ألا تتجاوز حداً معيناً، فمنذ اللحظة التي تشعر فيها بأنك تغرق، وبأنك لم تعد تعرف بلدك أو أساليب الحياة فيه أو ثقافته، فإنك ترفض ذلك”.
🔴 Immigration : Si des immigrés viennent travailler : “ils doivent accepter de parler français et respecter nos principes de vie” affirme le Premier ministre François @bayrou pic.twitter.com/VEiwzHgyC2
— LCI (@LCI) January 27, 2025
ورأى رئيس الوزراء أن فرنسا لم تتجاوز هذه العتبة بعد، لكنها تقترب منها، مضيفا أن “عددا من المُدن والمناطق الفرنسية لديها حاليا هذا الشعور”.
وتلقى برونو روتايو وزير الداخلية الفرنسي الذي أظهر في الآونة الأخيرة عداءً غير مُبرر للجزائر هذه التصريحات بفرحة كبيرة وأكد أن “رئيس الوزراء أشار إلى السياسة التي أرغب في اتباعها”، فيما توالت ردود الفعل المساندة من الأحزاب اليمينية التي اعتبرت هذا الكلام “انتصارا في المعركة الآيديولوجية”.
وعلى النقيض من ذلك، تلقى بايرو انتقادات حادة جدا من التيار اليساري، حيث خاطبه بيير جوفي الأمين العام للحزب الاشتراكي قائلا: “نحن لا نحارب اليمين المتطرف باستخدام كلماتهم”، فيما واجهه الاشتراكي بوريس فالو بخطاب مثير دافع فيه عن المُهاجرين ووصفهم بأنهم أساس الحياة الاجتماعية في فرنسا.
وقال فالو أثناء الجمعية الوطنية: “لا يسعني إلا أن أشعر بالفزع، إذا حكمتم بأحكام مسبقة من اليمين المتطرف، فسوف ينتهي بنا الأمر إلى حكم اليمين المتطرف وستكونون شريكا لهم”، وتساءل فالو في خطابه الموجه لرئيس الوزراء حول ما إذا كان المقصود من كلامه كل أولئك الشباب والنساء الذي يعملون ليل نهار في فرنسا.
حيث أكد أن هؤلاء الشباب والنساء يعملون في المستشفيات وروضات الأطفال وفي المصانع والمطاعم، وكثير منهم يعملون دون أوراق ورغم ذلك تستفيد فرنسا من أموال الضرائب التي يدفعونها، ولذلك فإنه من الأجدر أن يتم شكرهم لا إهانتهم بتصريحات مماثلة.
وأمام موجه الغضب هذه اضطر بايرو للدفاع عنه نفسه وتبرير كلماته وسط تصفيق حار من التيار اليميني، مؤكدا أن “مجتمعاً بأكمله يواجه موجات من الهجرة غير الشرعية التي تصل في بعض الأحيان إلى 25 في المائة من السكان”، وأضاف: “ليست الكلمات هي التي تثير الصدمة، بل الواقع هو الذي يثيرها”.