عقد وكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية، اليوم الأحد، ندوة صحفية كشف خلالها عن تفاصيل مأساوية تتعلق بجريمة قتل أربعة أطفال قُصّر في منطقة العطف بولاية غرداية، والتي هزّت الرأي العام الوطني.
وقال وكيل الجمهورية أنه في يوم 11 ديسمبر، تلقى عناصر الدرك الوطني بلاغًا من المدعوة “س.ب”، أفادت فيه بإقدام زوجها على قتل أبنائه الأربعة من زوجته الأولى.
وأضاف، أنه فور تلقي البلاغ تحركت قوات الدرك الوطني بهراوة إلى مسكن المُبلغة، حيث ألقت القبض على المشتبه فيه وتم تحويله إلى مصالح الدرك لمتابعة التحقيق.
العثور على جثث الضحايا في موقع معزول
أوضح وكيل الجمهورية أنه بعد تحديد مكان تواجد الجثث الٍأربعة تنقل رفقة عناصر الدرك والحماية المدنية إلى مسرح الجريمة، الذي تم تحديده في منطقة خالية من السكان بحي واد نشو، وسط سكنات في طور الإنجاز.
وعند معاينة الموقع، عُثر على 4 جثث متفحمة داخل بالوعة للصرف الصحي، حيث تم التعرف على الضحايا، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و11 سنة، هم: “خ.أ” (11 سنة) وشقيقه التوأم “خ.و”، و “خ.أ” (5 سنوات) و “خ.ع” (4 سنوات).
وأكد وكيل الجمهورية أن المعاينة الأولية أظهرت أن الضحايا تعرضوا لحروق واسعة من الدرجة الثالثة، وكان السبب الرئيسي للوفاة هو الخنق اليدوي والحرق بسائل قابل للاشتعال، إضافة إلى استنشاق الدخان الناتج عن الحريق.
اعتراف الأب بجريمته
بعد تمديد الاختصاص للدرك الوطني لمحكمة الدار البيضاء، تم تحويل المشتبه فيه وسماع أقواله ليعترف أنه الفاعل الرئيسي نتيجة ضغوطات.
وقال الجاني إنه ارتكب الجريمة بتاريخ 10 ديسمبر في حدود 15:15 زوالا، مضيفا أنه اصطحب أبناءه في رحلة نزهة على متن سارة خاصة على 14:00 زوالا، واقتنى دلواً من البنزين بسعة 5 لترا ليأخذهم إلى مكان الجريمة، ويقتلهم ويحرقهم ويغادر المكان تاركا سيارته وغادر ولاية غرداية نحو العاصمة بعدما أقدم على كسر هاتفه ورميه.
وتابع وكيل الجمهورية، أنه بعد دخول المشتبه فيه إلى منزله في حدود 05:00 صباحا أخبر زوجته الثانية بفعلته، أين هدأت من روعه وبعد نومه توجهت مباشرة بهراوة غرب للتبليغ عن الجريمة.
وبعد استيفاء اجراءات التحقيق الابتدائي تم تقديم المشتبه فيه لمحكمة غرداية اليوم 15 ديسمبر ومتابعته أمام قاضي التحقيق، بتهمة جناية القتل مع سبق الإصرار والترصد على الفروع، وجناية استعمال التعذيب وارتكاب أعمال وحشية، وجناية الاغتيال مع التماس أمر إيداع.
