في تحول لافت لخريطة تصدير النفط الجزائري، شقت شحنة ضخمة من خام مزيج الصحراء طريقها إلى نيجيريا، مستقطبة اهتمام أكبر مصفاة في إفريقيا.
ويأتي هذا التوجه في ظل تراجع الطلب الأوروبي، ما يدفع الجزائر نحو أسواق جديدة تعزز مكانتها كمورد رئيسي للطاقة في القارة السمراء.
وجذبت شحنة من خام مزيج الصحراء الجزائري اهتمام أكبر مصفاة تكرير في إفريقيا، بعدما نافست الدرجات المحلية من حيث الجودة والأسعار.
ووفق تقرير لمنصة الطاقة، تعاقدت مصفاة دانغوتي النيجيرية على أولى شحناتها من النفط الجزائري للتحميل في مارس 2025.
وتزامن هذا الاتفاق مع تراجع الطلب الأوروبي على الخام الجزائري والخامات الخفيفة، ما أدى إلى انخفاض سعره بمقدار دولار واحد للبرميل خلال فيفري الماضي.
تشير تفاصيل الشحنة الموجهة إلى مصفاة دانغوتي إلى أن التحميل سيكون الشهر المقبل، في وقت لم تتخذ فيه ناقلات النفط الجزائرية دول القارة السمراء وجهة لها خلال فيفري المنصرم.
ويتميز مزيج الصحراء بجودته العالية، ما يجعله مناسبًا لقدرات مصفاة دانغوتي، التي تبلغ طاقتها 650 ألف برميل يوميًا، وفقًا لمنصة أرغوس ميديا المختصة بالطاقة.
اشترت مصفاة دانغوتي، هذا الأسبوع، شحنة تبلغ مليون برميل، للتسليم بين منتصف مارس والعشرين منه. ولم تُكشف تفاصيل الأسعار رسميًا، لكن مصادر أشارت إلى أن الصفقة تمت عبر شركة “غلينكور”.
ويعكس اهتمام المصفاة بالخام الجزائري تغيرًا في أنماط الشراء، إذ تسعى شركة دانغوتي لتنويع مصادر التوريد، إلى جانب توقيع عقود طويلة الأجل مع الولايات المتحدة.
اضطر منتجو النفط الجزائري للبحث عن أسواق بديلة لتصدير مزيج الصحراء، في ظل انخفاض المبيعات المقررة للشهر المقبل نتيجة ضعف الطلب الأوروبي.
كما أسهمت أعمال الصيانة الموسمية للمصافي الأوروبية، وتوافر الخامات الخفيفة، في تأجيل بعض الصفقات النفطية الجزائرية.
وتراجع سعر الخام الجزائري بنحو 20 سنتًا مقارنة بخام بحر الشمال المؤرخ، عند تسليمه على ظهر السفينة.
تسعى مصفاة دانغوتي إلى تأمين شحنات من خامات مختلفة، لتلبية الطلب المحلي وتصدير الفائض.
ومنذ بداية العام، استلمت المصفاة 420 ألف برميل يوميًا، منها 82% خامات خفيفة حلوة، وفقا للمصدر ذاته.
وهيمنت الخامات النيجيرية على 87% من واردات المصفاة، وفق بيانات مؤشر فورتيكسا.
كما سبق أن اشترت خامات محلية بالعملة النيجيرية “النايرا”، ما عزّز الاقتصاد المحلي وخفّض أسعار الوقود.
أقرّ المجلس التنفيذي النيجيري، في سبتمبر الماضي، السماح ببيع النفط للمصافي بالعملة المحلية، ما ساعد على استقرار “النايرا” وخفض أسعار البنزين للمرة الثانية خلال فيفري.
وساعدت هذه الخطوة في دعم توجه نيجيريا نحو الاكتفاء الذاتي من الوقود، حيث بدأت المصفاة تصدير منتجاتها إلى أوروبا وآسيا وحتى أمريكا، إضافة إلى تزويد السعودية بوقود الطائرات.
الجدير بالذكر أن النفط الجزائري تصدّر قائمة الخامات العربية الأغلى في عام 2024، متقدّمًا من المرتبة الثالثة التي شغلها في 2023، متجاوزًا بذلك النفط السعودي والكويتي في ترتيب الأسعار السنوي.