تحتفي الجزائر بالذكرى الـ 66 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، التي شكلت نقطة فارقة في تاريخ الثورة التحريرية.
أوضح وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، خلال إشرافه على ندوة تاريخية بهذه المناسبة، أن تأسيس الحكومة المؤقتة فرضه التطور المنطقي للعمل الثوري، لمواجهة الدعاية الاستعمارية.
واعتبر ربيقة ذكرى تأسيس الحكومة المؤقتة فرصة طيبة تتاح للشعب الجزائري ليعود فيها بذكرياتنا وذاكرتنا إلى تاريخه المجيد، مؤكدا أنها محطة فارقة من محطات ثورتنا التحريرية المجيدة
وفي هذا السياق، قال الوزير إن ثورة أول نوفمبر 1954 كانت منعطفاً غيرت مجريات التاريخ، مؤكداً أنها أسست لمرجعية تحررية بفضل تضحيات الشعب الجزائري.
وتابع مؤكدا أن ثورة التحرير الوطني حسمت مسارات التاريخ اللاحقة وأسست المرجعية التحرير على مستوى الأذهان والذهنيات، وعلى أرض الواقع، بنضالها وتضحياتها وقيمها السامية ومبادئها النبيلة.
وقال ربيقة، عن تأسيس الحكومة المؤقتة جاءت كضرورة لمواجهة الدعاية الاستعمارية الذاكرة لحقوق الشعب الجزائري في الحرية والسيادة، ورفع تحدي إيصال القضية الجزائرية إلى جميع المحافل الدولية، وحشد تعاطف المؤسسات غير الحكومية مع الجزائر المكافحة، والشخصيات المستقلة المؤثرة ورجال العلم، والفكر والفن بما في ذلك أحرار فرنسا نفسها وكل الشعوب المحبة للحرية في كافة القارات.
وبخصوص الدبلوماسية الجزائرية، أشار ربيقة إلى أن الحكومة المؤقتة نجحت في تسجيل القضية الجزائرية كقضية تصفية استعمار في المحافل الدولية رغم تعنت المحتلين، حيث فرضت الدبلوماسية الجزائرية، مبدأ الندية الكاملة.
وأرجع ذلك لتلاحم بين العمل العسكري والسياسي وهي المزاوجة التي أحسنت الحكومة المؤقتة إدارتها بمؤازرة المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وتمكنت بفضل إرادة إطاراتها ومباراتهم الديبلوماسية وحنكتهم السياسية.
وأكد أنه في ظرف وجيز استطاعت المزواجة بين ” العمل العسكري والسياسي” من حجز مكانة الجزائر عند أحرار العالم ، منوهً أنها سارت بثبات وعزم إلى أن تحققت الحرية واسترجعت الجزائر سيادتها الوطنية.
وعن حاضر الجزائر، أكد الوزير أن الجزائر بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون في عهدته الجديدة “تسير ببرنامج على النهج القويم وفق تدبير متبصر لشؤون الدولة والمجتمع، جوهره الحفاظ على الوحدة الوطنية في ظل ديمقراطية تشاركية، وحكم رشيد، ووعي مستنير بعد المصالح الوطنية ومصالح الشعب الجزائري وأمنه ورقيه ،مع إدراك ما تواجه المنطقة من تحديات كبرى، وما تتطلب من جهود لرفع تحديات الحاضر وكسب رهانات المستقبل”.
كما أشاد الوزير بمكانة الجزائر الريادية على المستوى الدولي بفضل تماسكها الداخلي وقيمها الوطنية، مؤكداً أن الجزائر اليوم تتبوأ مقاماً ريادياً على المستويات الإقليمية والقارية والدولية، مستندةً إلى تاريخها المشرف وقيم ثورتها الإنسانية الخالدة.
وفي الختام، دعا الوزير إلى استخلاص العبر من ذكرى تأسيس الحكومة المؤقتة، مجدداً الشكر لكل من ساهم في تحقيق هذا النصر، ومؤكداً اعتزاز الجزائر بتاريخها المجيد.
الجدير بالذكر أعلن عن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية رسميا في القاهرة في 19 سبتمبر 1958، وصدر في نفس اليوم أول تصريح لرئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس الذي حدّد ظروف نشأتها والأهداف المتوخاة من تأسيسها.
جاءت هذه الحكومة تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية في اجتماعه المنعقد في القاهرة من 22 إلى 28 أوت 1958، والذي كلف فيه لجنة التنسيق والتنفيذ بالإعلان عن تأسيس “حكومة مؤقتة”، استكمالا لمؤسسات الثورة وإعادة بناء الدولة الجزائرية الحديثة.