أجرى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حوار مطولا مع الكاتب المثير للجدل، بمجلة “لوبوان الفرنسية” كمال داود تحدث فيه عن مواضيع عدة مرتبطة بالحراك ووضع البلاد والانتخابات ونيته في الترشح لعهدة ثانية.
وحظي داود باستقبال من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، يوم 24 ماي الماضي، بقصر المرادية في الجزائر العاصمة.
وعاد عبد المجيد تبون للحديث عن وضع البلد عند تسلمه مقاليد الحكم في ديسمبر 2019: “البلد كان على حافة الهاوية. لحسن الحظ، كان هناك الحراك الشعبي، الحراك الأصيل والمبارك في 22 فبراير 2019، الذي أوقف العهدة الخامسة، التي كانت ستسمح لـ”العصابة”، التي استولت على السلطة وصلاحيات الرئيس السابق بالتصرف نيابة عنه، لإدارة البلاد. لم تكن وقتها مؤسسات، هناك فقط مصالح مجموعة من الكليبتوقراطية. لذلك كان من الضروري إعادة بناء الجمهورية، بما يعنيه ذلك من مؤسسات ديمقراطية.”
وبخصوص تأثير وجوده في ألمانيا للعلاج على ممارسته للسلطة، قال تبون إن برنامج الإصلاح، الذي شرع فيه تأخر بسبب تنقله إلى ألمانيا، إلا أنه نجح رغم ذلك في تسيير شؤون الدولة.
وأشاد تبون بولاء الجيش في فترة غيابه، قائلا: “في فترة غيابي بألمانيا، تمكنت من الوقوف بكل فخر على ولاء الجيش مع رئيس أركان سعيد شنقريحة. كنا نتصل ببعضنا البعض كل صباح”.
وعاد تبون إلى فترة تنحيته من منصب الوزير الأول في عام 2017: “كنت مقتنعًا أن الجزائر كانت تتجه مباشرة إلى الحائط، وأنه إذا استمر تدهور المؤسسات، فسيؤثر ذلك على الدولة، لقد أصبحنا كأننا “جمهورية موز”، حيث أصبح يدار كل شيء في فيلا بمرتفعات الجزائر “بن عكنون”، ولذلك كان من الضروري الإعلان، بصفتي رئيس الوزراء، أمام البرلمان، أن الخلاص سيأتي من الفصل بين المال والسلطة. لقد دفعت أنا وعائلتي الثمن، لكنه جزء من مخاطر ممارسة السلطة”.
وبخصوص نيته في الترشح لولاية ثانية، رد تبون: “بصراحة تامة، لا أعتقد ذلك. مهمتي هي إعادة بلدي إلى الوقوف على قدميه، ومحاربة الامتيازات، وإعادة بناء المؤسسات، وجعل الجمهورية ملكًا للجميع. ولاية أخرى؟ لا أعرف. أنا ما زلت في بداية ولايتي”.
ورفض تبون توصيف المسيرات الأسبوعية بـ”الحراك الشعبي”، قائلا: “لم أعد أستعمل هذه الكلمة (الحراك) لأن الأمور تغيرت. الحراك الوحيد الذي أؤمن به هو الحراك الأصيل والمبارك الذي جمع بشكل عفوي ملايين الجزائريين في الشوارع. هذا الحراك اختار طريق العقل بالذهاب إلى الانتخابات الرئاسية. لم يستمع إلى الأصوات التي حثته على التوجه نحو فترة انتقالية (…) أعتقد أن لكل جزائري الحق في التعبير عن نفسه، لكني أرفض إملاءات الأقلية.”
وأضاف: “سأكون دائمًا مندهشًا من أن الديمقراطي، الذي يعرّف نفسه على هذا النحو، يرفض صندوق الاقتراع. عندما يرفض رأي الأغلبية فهو في حد ذاته غير ديمقراطي. لماذا تريد تعيين أشخاص لإدارة البلاد؟ من أنت؟ من جعلك ملكا؟”.
وتابع: “اليوم ما تبقى من الحراك نجد كل شيء، هناك من يبكون “الدولة الإسلامية” وآخرون يرددون “لا إسلام”. ربما يعبر المتظاهرون عن غضبهم، لكن هذا ليس الحراك الأصلي. إنه غير متجانس للغاية”.
وبشأن أسباب تصنيف حركتي “رشاد” و”الماك” ضمن المنظمات الإرهابية، أوضح تبون: “لأنهم أعلنوا أنفسهم على هذا النحو. بدأت رشاد بالتعبئة في جميع الاتجاهات، وأعطت التعليمات لمواجهة الأجهزة الأمنية والجيش، أما حركة “الماك” فحاولت استغلال سيارات مفخخة في المسيرات، للصبر حدود في وجه دعوات العنف”.