يعدّ التقني البوسني وحيد خاليلوزيتش واحدًا من أنجح المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني الجزائري إلى حد الآن، رغم عدم التتويج بأي لقب مع كتيبة “الخضر”.
كما يعتبر المنتخب الوطني الجزائري الوحيد الذي منح خاليلوزيتش فرصة المشاركة في كأس العالم كمدرب، مع جميع المنتخبات التي أهلها إلى “المونديال”، وهي كوت ديفوار واليابان والمغرب.
وتبقى مشاركة التقني البوسني في نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 محطة بارزة في مسيرته مع المنتخب الجزائري، حسب ما أكده في حوار مع صحيفة “فرانس فوتبول” في نسختها الورقية.
وعاد المتحدث إلى المباراة التاريخية التي خاضها أشباله في “مونديال” البرازيل، أمام المتوج باللقب في تلك النسخة، منتخب ألمانيا.
ورأى خاليلوزيتش أن كتيبة “محاربي الصحراء” كانت قادرة على الفوز بمباراة ألمانيا في ثمن نهائي كأس العالم، لولا التعب والإرهاق اللذان خلفهما صيام شهر رمضان، على حد قوله.
وأكد أن كل تفكيره كان منصبًا على موقعة المنتخب الألماني، مباشرة بعد صافرة نهاية مواجهتهم أمام منتخب روسيا في ختام دور المجموعات.
وتابع أنه انتقل بتفكيره مباشرة إلى مباراة ثمن النهائي يومها، ولم يستطع النوم، وباشر في إعادة مشاهدة مباراة ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ليدرك أكثر نقاط قوة وضعف منافسيهم المقبل.
وذكّر بأنه اتخذ قرار إحداث تغييرات جذرية في التشكيلة الأساسية لكتيبة “الخضر”، من أجل مواجهة منتخب ألمانيا، مؤكدًا أن خياراته لاقت اعتراضًا من بعض اللاعبين، لم يكشف أسماءهم.
وأضاف أن بعض اللاعبين جاؤوا إليه لطلب توضيحات حول عدم وجود أسمائهم في التشكيلة الأساسية التي كانت ستلاقي كتيبة “الماكينات” الألمانية وقتها.
وأكد أن رئيس الاتحادية الجزائرية السابق، محمد روراوة، اضطر للتدخل من أجل مساعدته على ضبط الوضع وإعادة المياه إلى مجاريها، والحفاظ على تماسك المجموعة قبل مباراة في غاية الأهمية.
وقال مدرب المنتخب الجزائري السابق إنه أكد للاعبيه في غرف تغيير الملابس، وقبل انطلاق المواجهة، أنهم قادرون على الإطاحة بمنتخب ألمانيا، ويجب عليهم الإيمان بقدراتهم لتحقيق ذلك.
وبعد نهاية الشوط الأول بتعادل سلبي، قال خاليلوزيتش وقتها للاعبيه: “لقد ظننتم أنني أكذب عندما قلت إنكم قادرون على الفوز؟ أنتم قادرون، لماذا لا تريدون ذلك؟”.
ومع توجه المباراة إلى الوقتين الإضافيين، أدرك التقني البوسني أن لاعبيه سيواجهون صعوبات كبيرة، خاصة في ظل التراجع البدني لغالبية اللاعبين، وهو ما أكده صراحة للجميع.
وتأسف خاليلوزيتش على فشله وأشباله في تحقيق فوز كان في المتناول أمام منتخب ألمانيا، مؤكدًا أنهم لو فازوا بتلك المواجهة، لكانوا سينتصرون على فرنسا في ربع النهائي.
وعقب الإقصاء ونهاية المغامرة في “مونديال” البرازيل، وقرار رحيله عن العارضة الفنية لكتيبة “محاربي الصحراء”، كشف صاحب الـ71 عامًا أنه تلقى اتصالًا مباشرًا من الرئيس السابق بوتفليقة.
وقال التقني البوسني إنه تحدث مع الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لقرابة 45 دقيقة، أكد له فيها الأخير مرات عدة أن الشعب الجزائري يريد بقاءه لقيادة كتيبة “الخضر”.
وواصل وحيد خاليلوزيتش أنه، وللأسف، كان قد اتخذ قراره النهائي بالرحيل، من أجل تدريب نادي طرابزون سبور التركي، بعدما منح موافقته على ذلك لمسؤولي الفريق.
وقاد المدرب خاليلوزيتش منتخب الجزائر في 30 مباراة بين ودية ورسمية، حقق خلالها 18 انتصارًا و5 تعادلات، وتذوق رفقة أشباله طعم الخسارة في 7 مباريات، منها الأخيرة أمام منتخب ألمانيا.