مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتصاعد الجهود لضمان توفير المواد الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة تلبي احتياجات المواطنين. في هذا السياق، أعلنت السلطات الجزائرية عن إجراءات جديدة لاستيراد كميات كبيرة من اللحوم الحمراء بهدف استقرار السوق وتحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة في ظل الارتفاع المتوقع في الطلب.
كشف رئيس الفيدرالية الوطنية للحوم الحمراء ومشتقاتها، مروان خير، أن الجزائر تستعد لاستيراد حوالي 13 ألف طن من اللحوم الحمراء، في إطار التحضيرات لشهر رمضان وتغطية الطلب المتزايد.
وأوضح في اتصال مع منصة “أوراس” أن ارتفاع الأسعار المحلية يتطلب تدخلاً حكومياً يتمثل في استيراد العجول الموجهة للذبح والخرفان الحية، مما يعود بالنفع على التاجر والمستهلك على حد سواء. وأكد أن هذه الخطوة ستساهم في تحقيق استقرار السوق وتلبية الطلب المتزايد خلال الشهر الفضيل.
في السياق ذاته، قال المدير العام للرقابة الاقتصادية وقمع الغش بوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، محمد مزغاش، في تصريح سابق، إن استيراد اللحوم سيتم في شكل هياكل للأبقار والأغنام، بالإضافة إلى استيراد المواشي الحية الموجهة للذبح.
وأوضح أن هذه التدابير تهدف إلى تعزيز توازن السوق المحلية ودعم التجار في تلبية احتياجات المستهلكين.
جدير بالذكر أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية كانت قد أعلنت العام الماضي عن منح رخص استيراد اللحوم الحمراء والبيضاء للمؤسسات العمومية والمستوردين الخواص.
وقد ساهمت هذه الخطوة في تكوين مخزون استراتيجي يهدف إلى التحكم في الأسعار وضمان تموين السوق الوطنية وضبط الأسعار خلال الفترات الحساسة، خاصة شهر رمضان.
من جانبه، طمأن المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، فادي تميم، المواطنين بأن أسعار اللحوم ستكون مدروسة وفي متناول الجميع.
وأرجع ذلك، خلال حديثه مع أوراس، إلى التدابير الواردة في قانون المالية لسنة 2025، الذي تضمن تمديد خفض الرسم على القيمة المضافة حتى 31 ديسمبر 2025، ما يسهم في تخفيف الأعباء على المستهلكين.
بينما تستعد الجزائر لاستقبال شهر رمضان، تبرز هذه الجهود كخطوة مهمة لضمان استقرار الأسواق وتعزيز ثقة المستهلكين. ومع استمرار التنسيق بين مختلف الجهات المعنية، يبقى تحقيق الاكتفاء وضبط الأسعار هدفًا رئيسيًا للمساهمة في رفاهية المواطنين خلال هذه الفترة.