ليالٍ نارية تهزّ فرنسا.. هجمات غامضة تستهدف السجون إلهام هواري

ليالٍ نارية تهزّ فرنسا.. هجمات غامضة تستهدف السجون

  • انسخ الرابط المختص

تشهد فرنسا منذ مساء الأحد، سلسلة هجمات غامضة ومتكررة استهدفت منشآت ومحيط عدد من السجون بمناطق مختلفة، وسط حالة من التأهب الأمني، وتدخل مباشر من النيابة العامة لمكافحة الإرهاب.

وفي السياق ذاته، تم الإبلاغ عن حرائق المتعمدة استهدفت مركبات ومداخل مساكن حراس السجون، إضافة إلى إطلاق نار على منشآت سجنية، في تصعيد أثار قلق السلطات، خاصة مع استمرار الهجمات لليلة الثالثة على التوالي.

حرائق وشعارات غامضة

وخلال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، تم إضرام النيران في ثلاث مركبات بموقف سيارات مركز الاحتجاز “تاراسكون” في منطقة بوش دو رون جنوب فرنسا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام فرنسية.

كما اندلع حريق آخر عند مدخل مبنى يسكنه أحد حراس السجن بالقرب من مؤسسة سجنية في منطقة “سين إيه مارن”.

وتم العثور على شعار يحمل توقيع جماعة تدعى “الدفاع عن السجناء الفرنسيين” (DDPF)، وهي جماعة سبق أن تبنت هجمات مماثلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

هجمات متزامنة

ويجدر الذكر، أن الهجمات لم تقتصر على الحرائق، حيث تم تسجيل إطلاق نار على سجن “تولون-لا فارليد”، إضافة إلى استهداف سيارات تابعة لإدارة سجون في نانتير وفالانس ولوين، أين قام مجهول على متن دراجة نارية بإشعال النيران في مركبات كانت مركونة أمام السجن.

وفي مدينة آجين، أُضرمت النيران في سبع مركبات بموقف سيارات تابع للمدرسة الوطنية لإدارة السجون.

وفي ظل تصاعد وتيرة الهجمات، أعلنت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب توليها التحقيقات في هذه الاعتداءات، ما يعكس خطورتها واحتمال وجود دوافع أمنية أو سياسية خلفها.

رد وزير العدل

وفي أول تعليق رسمي، ندد وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين بهذه الهجمات، معتبرًا إياها “أعمالًا ترهيبية” لن تثني الدولة عن مواصلة حملتها ضد الاتجار بالمخدرات داخل السجون.

وقال خلال زيارة إلى سجن “تولون-لا فارليد” الذي تعرض لإطلاق نار: لا أعلم إن كانت هذه الأعمال مرتبطة بحملتنا لتطهير السجون أو بإصلاحات النظام السجني… لكنها لن تجدي نفعًا، الجمهورية لن تتراجع”.

وتأتي هذه الهجمات في وقت تعمل فيه الحكومة الفرنسية على إصلاح نظامها السجني، وتكثف من جهودها لمكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات داخل المؤسسات العقابية.

ووفق قناة “فرانس أنفو”، المجموعة المسؤولة عن الاعتداءات تطلق على نفسها اسم “الدفاع من أجل حقوق السجناء” تبث التهديدات والهجمات التي استهدفت السجون الفرنسية.

وكتبت هذه الجماعة على موقع تيلغرام: “لسنا إرهابيين، نجن هنا لندافع عن حقوق الإنسان داخل المعتقلات”.

ومن جهة أخرى، دعت الجماعة حراس السجون إلى الاستقالة كاتبة: “أيها الحراس، عليكم الاستقالة طالما لديكم الإمكانية للقيام بذلك والتمسك بعائلاتكم وأقاربكم”.

وأضافت الجماعة في منشورها “استعراض القوة الذي قمنا به في الأيام الماضية سيتواصل ويكبر، حركتنا تتوسع وتنمو في جميع أنحاء فرنسا”.

ويجدر الإشارة، إلى أن الأهداف الحقيقية والدوافع الكامنة وراء هذه الاعتداءات تبقى موضع تحقيق، وسط حالة من القلق والتأهب داخل الوسط السجني الفرنسي.

 

شاركنا رأيك