أكدت المؤرخة الفرنسية رافائيل برانش، أن فرنسا الاستعمارية، ورغم إنكارها، استخدمت قنابل النابالم ضد الجزائريين خلال الثورة التحريرية.
وقالت المتخصصة في كشف قضايا العنف خلال الحقبة الاستعمارية وأستاذة التاريخ المعاصر في جامعة باريس نانتير، إن الشهادات تتواتر اليوم للتذكير بالحجم الهائل لذلك العنف الرهيب، الذي مارسته فرنسا على الجزائريين.
ووصفت رافائيل برانش، في مقال لها بموقع “أوريان 21” الفرنسي، ادعاءات الوزير الفرنسي المكلف بشؤون الجزائر روبير لاكوست عام 1957 بأن النابالم محظور بشكل صارم ولم يستخدم قط في أي عملية عسكرية في الجزائر، بالكاذبة، مؤكدة ان السلطات الاستعمارية استخدمت قنابل النابالم ضد الجزائريين.
وتضيف برانش أن فرنسا لا يمكنها الاعتراف باستخدام هذه المادة الهلامية التي تدخل في صناعة القنابل الحارقة، لأن هذا السلاح محظور بموجب الاتفاقيات الدولية التي وقّعت عليها باريس.
وأبرزت الكاتبة أن ما تحاول باريس التكتم عليه كان جليا واضحا في الجبال الجزائرية، حيث يقاتل الجيش الفرنسي المجاهدين في جيش التحرير الوطني، وحيث يستهدفهم، خاصة في الغابات التي يجعلون منها مخابئ لهم، فيُسقط عليهم من الجو قنابل النابالم التي تتسبب في حريق سريع الانتشار، لا سيما في المناطق ذات الأشجار الكثيفة.
وأوردت المؤرخة قول مدير صحيفة “لوموند” هوبير بوفي ميري عام 1959 أنه لم يعد لديه أدنى شك في أن باريس استخدمت هذه الأسلحة، وذلك إثر مقابلة له مع بول ديلوفرييه، الذي خلف روبرت لاكوست في منصب وزير الجزائر بالحكومة الفرنسية آنذاك.
وتقول المؤرخة أنه رغم فداحة استخدام هذه الأسلحة، فإن فرنسا تصر على الاستمرار في إنكار ذلك.
وختمت المؤرخة بالقول “بعد عام 1962، ظلت الغابات المتفحمة والمتحجرة في سلاسل الجبال الجزائرية شاهدة على هذا العنف لسنوات، أما بالنسبة للجثث التي تحولت إلى كتل فحم بسبب هذه المواد الحارقة فما زالت صورها تطارد من رآها”.