أثار اللقاء الذي جمع السفير السعودي في الجزائر عبد العزيز العميريني برئيس حزب حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة جملة من التساؤلات التي يجب أن تطرح في ذهن كل متابع.
فالسعودية التي تحارب الإسلام السياسي في كل بقاع الدنيا ولا تُبقي إلا نسختها من هذا الإسلام، وتوجّه سهام “مشيختها” إلى صدور التيار الإخواني وغير الإخواني، يلتقي سفيرها في الجزائر بـ “قائد الإخوان المسلمين”!
وفي نهاية السنة الماضية، اعتقلت السعودية قادة بارزين في حركة حماس، واتهمتهم بنقل أموال خارج المملكة، في محاولة لتجفيف منابع الدعم المادي الذي تتلقاه الحركة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأس المعتقلين مهندس العلاقات بين السعودية وحماس محمد الخضري ونجله.
ويشن الإعلام السعودي الرسمي حملة شعواء على حركة النهضة في تونس، ويشد عضد الثورة المضادة التي تحاول إسقاط التجربة الديمقراطية في البلاد.
ولم يسلم إسلاميو اليمن من هجوم الإعلام الرسمي السعودي، فقد شنت صحيفة الشرق الأوسط هجوما على قيادات حزب الإصلاح اليمني واتهمتهم بإرسال مقاتلين إلى ليبيا، وكذلك فعلت صحيفة عكاظ التي قالت إن قطر وتركيا تمولان معسكرات تدريب تابعة للفصيل الإخواني!
ولا تترك قناة العربية السعودية فرصة إلا ووجهت طعناتها المميتة إلى خاصرة الإسلام السياسي في كل بقاع الدنيا.
فلماذا يقترب العميريني من إخوان الجزائر؟
التساؤلات الكثيرة التي طُرحت والتعليقات المستهجنة دفعت السفارة إلى حذف المنشور من على حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما لفت الأنظار أكثر إلى حقيقة اللقاء ودوافعه.
ووجه المغردون تهما “ثقيلة” للعميريني، كان أهمها دعم السعودية لجهات معادية لنظام الحكم تتخذ من باريس ولندن مقرا لها!
وعاد المتابعون إلى التهم القديمة التي طالت الرياض بشأن دعمها “الإسلاميين” إبان “العشرية السوداء” والفتاوى التي أحلت دماء الجزائريين!
ويؤكد هذا “التخبط” العلاقة المتوترة بين قصر المرادية والسفارة السعودية في الجزائر، ويبدو أن الرئيس تبون لم يعد يرغب في العميريني الذي عُيّن سفيرا للسعودية سنة 2018.
منصة رقمية جزائرية، تُقدم الأخبار والتقارير في قوالب إبداعية وتحاول الوصول إلى الخبر وتحيط به من كل الجوانب، شعارها الخبر قمّة والرأي قيمة.