بينما يواصل اليمين المتطرف الفرنسي حملته العدائية ضد الجزائر، تسعى بعض الأطراف السياسية في باريس إلى تهدئة الأوضاع.
وكشف شمس الدين حفيز، عميد مسجد باريس الكبير، أنه تحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعرب عن أمله في الحديث سريعًا مع الرئيس عبد المجيد تبون لحل الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
وفي حوار مع جريدة “الخبر”، أوضح حفيز أن ماكرون لا يزال ينادي الرئيس تبون بـ”أخي عبد المجيد”، مؤكدًا احترامه الكبير له.
واعتبر أن الرئيس الجزائري يدافع عن مصالح بلاده في ظل وضع معقد، لكنه يرى أن هناك إمكانية لتجاوز التوترات الحالية لصالح البلدين والجالية الجزائرية في فرنسا.
وأكد العميد أن فرنسا تعيش أزمة سياسية غير مسبوقة، حيث فقد ماكرون أغلبيته البرلمانية بعد حل الجمعية الوطنية العام الماضي، ما دفعه لمحاولة تحقيق توازن جديد.
ومع اقتراب شهر جوان، قد يضطر لحل البرلمان مجددًا واستعادة السيطرة على المشهد السياسي.
وأشار العميد إلى أن ماكرون، رغم مواقفه السابقة، يواجه ضغوطًا داخلية، خاصة أن بعض الأطراف في حكومته واليمين المتطرف يدفعون نحو مواقف تصعيدية ضد الجزائر.
لكنه لا يزال يرفض التصعيد، خصوصًا فيما يتعلق باتفاق 1968 الخاص بحركة الجزائريين في فرنسا، رغم المطالب بإلغائه.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، شدد ماكرون، خلال مؤتمر صحفي في البرتغال، على ضرورة التفاهم مع الجزائر بخصوص ملف الهجرة، معتبرًا أن تدهور العلاقات لا يخدم الطرفين.
كما دعا لحل قضية الكاتب الفرانكو-جزائري بوعلام صنصال، لاستعادة “الثقة” بين البلدين.
وفي سياق آخر، استدعت الجزائر السفير الفرنسي، ستيفان روماتيه، لبحث ملف العقارات التي تستغلها فرنسا بشروط غير متكافئة.
وحسب وكالة الأنباء الجزائرية، تحتل فرنسا 61 عقارًا في الجزائر مقابل مبالغ زهيدة، من بينها مقر السفارة الممتد على 14 هكتارًا، وإقامة السفير، التي كانت تُؤجر بفرنك رمزي حتى أوت 2023.
أكدت وكالة الأنباء الجزائرية أن اليمين الفرنسي، في سعيه لإيجاد كبش فداء، يروج لاتهامات ضد الجزائر، متجاهلًا أن المستفيد الأكبر من العلاقات الثنائية هو فرنسا.
كما كشفت أن باريس استفادت من امتيازات اقتصادية وتجارية غير متكافئة في الجزائر، وهو ملف يبقى محور خلاف بين البلدين