تتذكر فئة واسعة من الجماهير الجزائرية المباراة الشهيرة بين المنتخب الجزائري ومنافسه المصري في تصفيات نهائيات كأس العالم جنوب إفريقيا سنة 2010.
ويطلق الكثير من الجزائريين تسمية “ملحمة أم درمان” على موقعة الجزائر ومصر في الدور الفاصل لتصفيات “مونديال” 2010، بعدما بدد رفاق الحارس فوزي شاوشي أحلام المصريين في بلوغ كأس العالم.
وبذكر اسم الحارس شاوشي، فإنه يبقى واحدًا من أبرز مهندسي تلك الملحمة، التي شارك فيها بعدما تلقى مواطنه لوناس قواوي إنذارًا في لقاء القاهرة، حرمه من المشاركة في لقاء أم درمان.
وروى مصطفى بن عمار، وهو أحد طاقم برنامج “ناس البالون” الذي سُبِت على قناة “وان تيفي”، قصة مثيرة عن شاوشي حدثت له مع رئيس “فاف” وقتها، محمد روراوة.
وبما أنه كان معروفًا لدى غالبية الجماهير بخرجاته المثيرة، وكان سيشارك أساسيًا في حراسة مرمى منتخب الجزائر أمام مصر في السودان، اضطر محمد روراوة للانفراد بشاوشي والحديث معه مطولًا.
وأراد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سابقًا أن يضع حارس وفاق سطيف وقتها في صورة الأهمية الكبيرة لمباراة الجزائر ومصر الفاصلة، والتي ستعيد كتيبة “الخضر” إلى نهائيات كأس العالم.
وسأل محمد روراوة الحارس شاوشي ما إذا كان مستعدًا لخوض تلك الموقعة المصيرية، وأراد أن يفهمه بأنها ليست مجرد مباراة كرة قدم بين الأحياء، أو لقاءً عاديًا سيلعبه في الدوري.
ومن أجل تحسيسه بحجم المواجهة، طلب روراوة من حارسه التخلي عن خرجاته المثيرة أثناء المباريات، كالتقاط الكرة بيد واحدة وغيرها من اللقطات التي كان يفعلها عادة خلال المواجهات.
وكان رئيس “فاف” وقتها يدرك حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه كرئيس اتحاد، خاصة في ظل الظروف المشحونة التي سبقت اللقاء، وانتظار ملايين الجزائريين فوز رفاق القائد عنتر يحيى.
وبحسب رواية بن عمار، فإن إجابات وحديث شاوشي مع روراوة كانت بعبارة واحدة وهي: “لا يوجد أي مشكل، الشيخ”، ما يوحي وكأن تلك المباراة كانت لا حدث بالنسبة له، رغم حجم ضغطها الكبير.
وفي سياق تخوف روراوة ومعه الكثير من الجزائريين من الحارس شاوشي، وبالعودة إلى شريط المواجهة، فإن المعلق دراجي أشار إلى الأمر مع انطلاق المواجهة في إحدى اللقطات.
وبعدما التقط شاوشي كرة رأسية عقب تنفيذ ركنية كانت صعبة، قال دراجي: “كنتم خائفين عليه (يقصد الخوف من أداء شاوشي وتهوره)، لا تخافوا عليه، فوزي شاوشي دخل بقوة والتقط كرة خطيرة”.
وبصم شاوشي وقتها على واحدة من أروع مبارياته، إن لم تكن الأروع في مسيرته الرياضية، سواء مع الأندية أو المنتخب.
وأسهم حارس نادي وفاق سطيف سابقًا بشكل كبير في اقتطاع منتخب الجزائر تأشيرة التأهل إلى “المونديال” 2010، بوقوفه سدًّا منيعًا أمام جميع هجمات القائد محمد أبو تريكة ورفاقه في المنتخب المصري.