قالت مجلة “جاكوبن” الأمريكية في عددها الأخير، إن الثورة الجزائرية “غيرت العالم للأحسن”، مشددة على ضرورة تذكر تاريخها البطولي وتكريم إرثها.
وترى المجلة اليسارية إن كفاح الشعب الجزائري في سبيل الحرية ضد الإمبريالية الفرنسية شكل قضية مركزية في الفضاء السياسي للقرن العشرين.
وكتب صاحب المقال روبرت مايسي أن الثورة التحريرية “فريدة من نوعها في العالم حيث لا يعادلها في الفخر إلا بطولات الكوبيين والفيتناميين”.
وعاد الكاتب إلى بدايات الاحتلال الفرنسي للجزائر، معتبرا أن فرنسا كانت تعتبر الجزائر بمثابة قلب إمبراطورتيها الاستعمارية والنقطة المركزية في مشروعها الامبريالي.
وأضاف أن هذه الرؤية الفرنسية أدت إلى اعتبار الجزائر جزءا لا يتجزأ من أراضيها القارية، كأي مقاطعة فرنسية.
وتطرقت “جاكوبن” إلى بدايات الحس الوطني للجزائريين، مذكرة بالمقاومة الطويلة والشرسة التي خاضوها ضد الوحشية الفرنسية في بداية الاحتلال في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر.
ولفتت المجلة إلى أن تجارب الخدمة العسكرية في الجيش الاستعماري في الحربين العالميتين الأولى والثانية والهجرة إلى المناطق الصناعية في كبريات المدن الجزائرية والفرنسية قد عرض الجزائريين لـ “آفاق أيديولوجية جديدة”.
ويقول الكاتب، أن مجازر 8 ماي 1945 قد عملت على تشكيل الحركة التحررية، لتنطلق الثورة في الفاتح نوفمبر 1954 من طرف جبهة التحرير الوطني وقادتها العسكريين الذي اعتمدوا على الدعم الشعبي في تحويل ما كان خطابا غير فعال إلى عمل حاسم، وقد نجحوا في ذلك.
وأشادت المجلة الأمريكية بالبروز الدولي الكبير للجزائر بعد الاستقلال، رغم الخراب الذي تركته فرنسا، وتحولها إلى النظام الاشتراكي.
وأوضحت أن الجزائر أصبحت مركزا دوليا مزدهرا للثوار والحركات الثورية من العالم ومركزا للدفاع عن القضايا الافريقية، وقضايا العالم الثالث، التحررية والتنموية.