قال وزير الصناعة سيفي غريب، إن الوزارة تشتغل بعيدًا عن الأضواء والضجيج السياسي، مضيفًا: “نعمل في صمت والنتائج والأرقام هي من تتحدث عنا”.
وأشرف الوزير صبيحة اليوم، على افتتاح مصنع “تافاديس” لتكرير السكر بمنطقة الأربعطاش في ولاية بومرداس.
وفي كلمته خلال مراسم التدشين، أكد الوزير أن المشروع يدخل في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون المتعلقة باسترجاع الأموال المنهوبة وإعادة بعث المشاريع المعطّلة.
وشدد غريب على أن هذه الخطوة “تحمل رسالة واضحة لكل المشككين في جدية الدولة وإرادتها في بناء اقتصاد قوي وفعّال”.
وأوضح سيفي غريب أن الطاقة الإنتاجية لمصنع “تافاديس” تبلغ 2000 طن من السكر يوميًا، ما يجعله من أكبر المشاريع الصناعية الوطنية في مجال الصناعات الغذائية.
وفي السياق ذاته، أضاف أن هذه القدرة الإنتاجية ستُسهم بشكل مباشر في تقليص فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال الحيوي.
ويُعدّ مصنع “تافاديس” نموذجًا ناجحًا لسياسة الدولة في تحويل الأملاك المصادرة إلى مشاريع إنتاجية حقيقية تخدم الاقتصاد الوطني وتُوفر مناصب شغل.
وأشار غريب إلى أن الوزارة تجاوزت العراقيل التقنية والهندسية التي عطّلت المشروع سابقًا، ليُبعث من جديد كرمز على نجاح سياسة الدولة في تدوير أصول الفساد إلى فرص تنموية.
ولفت في معرض حديثه إلى عدد من المشاريع الأخرى التي تم استلامها بعد تجاوز صعوبات معقدة، سواء من حيث التمويل أو من الجانب الهندسي.
وأشار سيفي غريب إلى أن إعادة تشغيل مثل هذه الوحدات الصناعية المتوقفة تترجم بوضوح التحول نحو سياسة صناعية واقعية، تقوم على استغلال الإمكانيات الوطنية، وتحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب الحد من التبعية للأسواق الخارجية، خاصة في المنتجات الأساسية.
وأضاف أن القطاع الصناعي يشهد حاليًا “تحولًا تدريجيًا لكنه فعّال”، يُبنى على أسس الإنتاج المحلي والشراكات النوعية، بما يتماشى مع رؤية الجزائر الجديدة.
ويقع مصنع “تافاديس” في منطقة الأربعطاش بولاية بومرداس، وهو أحد المشاريع المصادرة سابقًا في إطار مكافحة الفساد، حيث تم تحويله إلى ملكية الدولة وإعادة تأهيله وفق معايير حديثة.
ويمتد المشروع على مساحة واسعة، ويتوفر على تجهيزات صناعية متطورة تسمح بتكرير السكر الخام وتحويله إلى منتج نهائي.