دعا الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي إلى إطلاق “مصالحة تاريخية” بين دول المغرب العربي، وبالأخص الجزائر والمغرب.

وشدد على تجاوز الخلافات السياسية التي عطلت الاتحاد المغاربي لعقود، وفي مقدمتها قضية الصحراء الغربية، معتبراً أن الوقت قد حان “لعودة صوت الحكمة والعقل والمصلحة العامة”.

وفي تدوينة نشرها على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، قال المرزوقي:

“آن الأوان للمصالحة التاريخية بين الأشقاء، آن الأوان لتجاوز عقبة الخلاف حول الصحراء، آن الأوان لإخراج الاتحاد المغاربي من غرفة الإنعاش”.

وأضاف الرئيس التونسي الأسبق أن الشعوب المغاربية “تتطلع إلى فضاء موحد يتمتع فيه المواطنون بالحريات الخمس، وهي: حرية التنقل، وحرية الاستقرار، وحرية العمل، وحرية التملك، وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية”، مؤكداً أن هذه الحريات تمثل “حقوقاً للمواطنين وواجبات على الدول”.

وأكد منصف المرزوقي أن لا طريق أمام شعوب المنطقة سوى طريق الوحدة والتضامن، قائلاً:

“آن الأوان لكي تصبح أوطاننا الأرض التي نهرب إليها، لا الأرض التي نهرب منها… ولا بدّ لليل أن ينجلي.”

وساطة أمريكية بين الجزائر والمغرب

تأتي دعوة المرزوقي في وقت أعلنت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وساطة بين الجزائر والمغرب، بهدف تطبيع العلاقات المقطوعة بين البلدين.

ففي أكتوبر الماضي، كشف ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، أن فريقه يعمل على “إنجاز اتفاق سلام بين المغرب والجزائر”، متوقعًا “التوصل إلى اتفاق خلال 60 يومًا”، بحسب ما صرّح به لقناة “سي بي إس” الأمريكية.

مجلس الأمن يمدد ولاية “مينورسو”

وفي سياق متصل، صوّت مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضي، لصالح مشروع قرار أمريكي يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لعام إضافي حتى 31 أكتوبر 2026.

وفي أعقاب القرار، صرّح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بأن حل الخلافات مع الجزائر أصبح “أقرب اليوم من أي وقت مضى، في حال توفرت الإرادة السياسية”.

 وأكد أن “المغرب والجزائر لا يحتاجان وساطات بحكم القرب الجغرافي والتاريخ المشترك”.

دعوات متكررة للحوار من الرباط

من جهته، جدّد العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطاب حديث، دعوته الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى “حوار أخوي وصادق لتجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة وروابط الأخوة وحسن الجوار”.

ورغم هذه الدعوات المتكررة، لم يصدر عن الجزائر أي تعليق رسمي بشأن الوساطة الأمريكية أو الدعوات المغربية الأخيرة للحوار.

تجدر الإشارة إلى أن الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994، وسط خلافات سياسية عميقة أبرزها ملف الصحراء الغربية.