رغم ما تشهده بعض الدول من استفحال ظاهرة تشغيل الأطفال، تكشف الجزائر عن واقع مختلف يُثير الانتباه، ويُظهر تقدُّمًا لافتًا في حماية هذه الفئة الهشة من المجتمع.
ففي اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، أعلنت السلطات الجزائرية تسجيل أرقام جد متدنية تُعد من بين الأضعف عالميًا، ما يعكس فعالية الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة.
وأكد الأمين العام لوزارة العمل، آكلي بركاتي، أن نسبة عمالة الأطفال في الجزائر لا تتجاوز 0.001%، وهي نسبة تُعد من بين الأضعف على الصعيد الدولي.
جاء ذلك خلال إحياء اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، حيث أبرز المسؤول أن هذه النتائج الإيجابية لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة استراتيجية متكاملة لحماية حقوق الطفولة.
وتمضي الجزائر في تنفيذ استراتيجية وطنية لحماية وترقية الطفولة للفترة 2025–2030، ضمن رؤية شاملة في هذا المجال.
وتركز هذه الخطة على محاور الوقاية، والإبلاغ، والحماية، مع إعطاء أولوية خاصة للأطفال القاطنين في المناطق الحدودية والنائية، بالإضافة إلى الفئات الهشة المعرضة أكثر للاستغلال، وفق تصريح آكلي بركاتي.
من جانبها، كشفت مصالح مفتشية العمل تكثيف عمليات التفتيش عبر مختلف ولايات الوطن.
ومنذ مطلع السنة، تمت مراقبة 49.629 مؤسسة توظف أكثر من 637 ألف عامل، ما أسفر عن تسجيل 5 حالات فقط لتشغيل أطفال دون السن القانونية (16 عاماً)، تمت إحالتها جميعًا على الجهات القضائية المختصة في هذا الشأن.