في مبادرة إنسانية تنم عن التزام ثقافي ونضالي، أعلن الكاتب والصحافي عثمان لحياني عن تخصيص عائدات الطبعة الأولى من كتابه “أسئلة الطوفان وأجوبة الثورة” لصالح دعم المشاريع الإغاثية التي تنفذها جمعية الإرشاد والإصلاح، مساندةً لأهل غزة ولبنان.
وأكد لحياني أن كل من اقتنى نسخة من هذا الكتاب أصبح شريكًا في هذه المبادرة الإنسانية، حيث قال: “كل من اقتنى هذا الكتاب هو مساهم بقدر، في هذا الإسناد الكريم لأهلنا، وفي دعم كل جهد يرفع عنهم ويخفف آلامهم.”
وكانت الطبعة الأولى من الكتاب قد نفدت خلال أيام قليلة من عرضه في المعرض الدولي للكتاب في الجزائر، ما يعكس الإقبال الكبير على هذا العمل الذي يعيد تسليط الضوء على تقاطعات التجربة النضالية الفلسطينية والجزائرية، وأوجه التشابه بين طوفان الأقصى وثورة الجزائر.
وعن دوافعه لإطلاق هذه المبادرة، أبرز عثمان لحياني في حديثه لمنصة “أوراس”، أنه صحافي يتابع منذ جهود الإغاثة الإنسانية التي تقوم بها جمعيات أهلية جزائرية، تشرّف الجزائر وتقدم وجهاً وجهداً مشرفاً للجزائريين، لمس حاجة هذه الهيئات إلى كل أشكال الدعم والإسناد لمساعدتها على إغاثة أهلنا في غزة ولبنان.
وأضاف: “عندما جاء معرض الكتاب تزامنا مع صدور كتابي الذي حظي بقبول طيب، وجدت أن الفرصة مناسبة ليكون القارئ، فاعلاً إيجابياً في خطوة تحول الفعل الثقافي الملتزم، إلى عمل مادي وملموس لصالح الإنسان الفلسطيني، ولذلك قررت أن أسلم ما يعادل عائدات الكتاب إلى جمعية الإرشاد والإصلاح، المشهود لها بالعمل الإنساني الفاعل”.
وأشار لحياني، إلى أن المبادرة بغضّ النظر عن قيمتها المادية، والتزاماً بدعم كل أشكال المقاومة وحاضنتها الشعبية في لبنان وفلسطين، هي خطوة تستهدف تحويل الرمزية إلى فعل ملموس، وتشكيل مسلك آخر للدعم يكون فيه الكتاب جامعاً بين الكاتب والقارئء، ضمن نفس الانخراط الإيجابي لصالح أهلنا في اللحظات الحاسمة، كالمواجهة القائمة بين المقاومة والمشروع الصهيوني.
في هذا الصدد، أبرز محدثنا، أنه يقع على عاتق المثقف العربي دور عضوي وواجب وطني وقومي يرتكز على ثلاثة واجبات أساسية.
من حيث المشاركة في الاشتباك لتوضيح سياقات الحدث، ووضعه في مسلك سليم للفهم، وتحفيز الجبهة الشعبية.
وثانيا، من حيث صياغة الفكرة والقيمة النضالية، وإبداع أفكار وأدوات مساعدة على دعم مشروع المقاومة، وفتح الآفاق وإعادة إنتاج الحالة الثورية الرافضة للكولونيالية.
وثالثا، من حيث الصد الفكري والرد على السردية التي تروج لها الصهيونية، ومقاومة الأكاذيب والأفكار والرواية التي يحاول الكيان تعميمها، وفضح كل أساليبه وكشف الكيانات التي تدعمه.
“أسئلة الطوفان وأجوبة الثورة” ليس مجرد كتاب، بل هو نافذة تسلط الضوء على القضية الفلسطينية كجزء من معركة مستمرة ضد الاستعمار، وتؤكد أن الكتابة يمكن أن تكون سلاحًا ناعمًا يحقق التغيير ويمد يد العون للمحتاجين.