اعتبرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وادي الحراش من أكثر المجاري المائية تلوثًا في الجزائر، نتيجة استقباله مياه الصرف الصحي غير المعالجة ونفايات صناعية وعضوية، وبقايا الحيوانات.

وذكرت كريمة قرابصي، عضو المكتب الولائي بقسنطينة والمختصة في تحاليل المياه وعلم الميكروبيولوجيا، أن هذا الخليط يشكل بيئة مثالية لتكاثر الجراثيم والفيروسات والمواد السامة، ما يجعل السباحة أو الغوص فيه تصرفًا عالي الخطورة.

المخاطر الصحية لمياه وادي الحراش

أكدت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أن مياه وادي الحراش تشكل تهديدًا صحيًا خطيرًا، حيث تحتوي على جراثيم وبكتيريا معوية مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والشيغيلا.

وأوضحت أن هذه البكتيريا تسبب اضطرابات معوية حادة، مثل الإسهال والمغص وارتفاع الحرارة، مع خطر الجفاف وانتقال العدوى للآخرين بسهولة.

وأضافت المتحدثة أن الفيروسات المعدية، بما فيها التهاب الكبد A وE، ونوروفيروس، وفيروس الروتا، تظل نشطة في المياه الملوثة، ويمكن أن تنتقل عن طريق البلع أو التلامس مع الأغشية المخاطية، مسببة التهابات كبدية وأعراض هضمية حادة، مع مضاعفات محتملة لدى المصابين بأمراض مزمنة.

وأشارت المنظمة إلى انتشار الطفيليات والديدان، مثل الأميبا والجيارديا وبعض الديدان المعوية، التي تدخل الجسم عن طريق الفم أو الجروح، مسببة إسهالًا مستمرًا وضعفًا عامًا ونقصًا في الامتصاص الغذائي، بالإضافة إلى أضرار طويلة المدى للجهاز الهضمي.

كما حذرت من الآفات الجلدية والفطرية، حيث يمكن أن يؤدي التلامس مع المياه الملوثة إلى طفح وحكة والتهابات جلدية سطحية أو عميقة، مع احتمال انتقال العدوى عبر الاحتكاك أو الأدوات الشخصية.

وأوضحت أن استنشاق الأبخرة أو دخول المياه الملوثة إلى العينين أو الأنف قد يسبب التهابات في العين وضيق التنفس، كما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالات الحساسية والربو.

واختتمت المنظمة بالتحذير من التسمم الكيميائي أو المعدني الناتج عن المعادن الثقيلة والمواد الصناعية السامة، والتي قد تسبب اضطرابات عصبية، وتؤثر سلبًا على الكبد والكلى، كما تؤدي إلى تغييرات هرمونية وأضرار طويلة المدى على الصحة.

التوصيات الصحية العاجلة

أوصت المختصة بـ:

  • زيارة عاجلة لمركز مختص في الأمراض المعدية والوقائية.
  • إجراء التحاليل اللازمة: دم، براز، كبد، كلى.
  • عدم إهمال أي أعراض صحية تظهر لاحقًا.
  • الامتناع عن الاختلاط الوثيق لتفادي نقل العدوى.
  • تجنب السباحة مستقبلًا في أي مياه غير مراقبة صحيًا.

واختتمت المنظمة بالدعوة إلى الشباب الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ بالتوجه فورًا إلى أقرب مستشفى للحفاظ على صحتهم وصحة محيطهم.

الجدير بالذكر، كان وزير الصحة عبد الحق سايحي قد وجه نداء عاجل لجميع المواطنين الذين لامسوا مياه وادي الحراش خلال عمليات الإنقاذ، داعيًا إلى التوجه الفوري لأقرب مصلحة استشفائية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة.

وأوضح الوزير أن الطاقم الطبي أجرى فحوصًا لـ10 مواطنين شاركوا في الإنقاذ، وتلقوا علاجات بسيطة وهم في وضع صحي مستقر، إضافة إلى معالجة 14 عنصرًا من أعوان الحماية المدنية، وجميعهم في صحة جيدة.