أصبحت أيام امتحانات شهادة البكالوريا تمثل عبئا نفسيا وجسديا على التلاميذ بسبب التوتر الشديد والتخوف من النتائج، الأمر الذي يؤثر أيضا على الأولياء وعلى الأسرة التربوية، حسبما صرحت به لموقع أوراس فتيحة باشا الناشطة التربوية والقيادية السابقة بمكتب الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ.
وأضافت الناشطة أن تهيئة رزنامة الامتحانات وعدد أيامها لا يساعد المترشحين للبكالوريا على اجتيازها بارتياح، مشيرة إلى أن المبالغة في حجم الإجراءات المعنية بتنظيم البكالوريا وتأمينها يزيد من الضغط المفروض على التلاميذ المترشحين.
وفيما يتعلق بمراكز الامتحان، شددت باشا على أهمية إرسال التلاميذ إلى أقرب مركز لمكان إقامتهم، لأن تنقل التلاميذ إلى بلديات أخرى وبعيدة من أجل اجتياز الامتحانات سيؤثر على نفسيتهم وعلى الجهد المبذول من طرفهم وأيضا على إطعامهم، خاصة في المناطق الداخلية والجنوب.
أما بالنسبة لمواضيع الامتحانات، فتساءلت الناشطة التربوية عن السبب في تفخيخ أسئلة الاختبار وعدم تأطير التلاميذ بطريقة تسهل عليهم اجتياز الامتحان بسلاسة.
وطالبت القيادية السابقة بمكتب الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ وزارة التربية الوطنية إعادة النظر في إصلاحات المنظومة التربوية خاصة بعد انتهاء فترة كورونا وتداعياتها من ثغرات تعليمية ومشاكل نفسية، داعية إلى تقليص فترة امتحانات البكالوريا إلى ثلاثة أيام وإعادة تأسيس المجلس الأعلى للتربية المكون من خبراء في المجال التربوي والتعليمي.
وانتقدت باشا اعتماد وزارة التربية على نسبة نجاح التلاميذ في البكالوريا كمؤشر لنجاح النظام التربوي في الجزائر، حيث قالت الناشطة التربوية إن ” الكفاءة لا تقاس بالنسبة المئوية، فإن كانت 50 بالمئة تمثل نسبة النجاح في البكالوريا فإن 50 بالمئة المتبقية تمثل فشل وزارة التربية”.
واقترحت باشا أن تكون الدراسة ممتعة وبعيدة عن الحشو والجري فقط وراء النقاط، وهذا من مرحلة الابتدائي إلى الثانوي، حتى ينخفض التخوف والارتباك لدى التلاميذ المترشحين للامتحانات النهائية كالبكالوريا ويرتفع مستوى استعداداهم للامتحان الذي سينقلهم إلى الجامعة.
وفي توضيح لسوء التسيير الذي يطغى على المنظومة التربوية أضافت باشا أن أجواء المدرسة الجزائرية تنفر التلاميذ وتجعلهم يلجؤون إلى الدروس الخصوصية وهو دليل على ضرورة الإصلاح الجذري.
وكنصيحة لأولياء التلاميذ الذين يجتازون امتحانات شهادة البكالوريا ابتداء من اليوم، أكدت الناشطة التربوية أن دورهم يكمن في بعث رسائل إيجابية لأبنائهم وتجنب ممارسة الضغط عليهم وعدم جعل هذا الامتحان الفاصل في حياة التلاميذ، بل على الأولياء مرافقتهم بطريقة تخلق لديهم الارتياح قبل الدخول إلى مراكز إجراء الامتحانات.