أكد وزير الصحة، عبد الحق سايحي، اليوم السبت، أن الوزارة ستشرع في إنشاء هياكل صحية جديدة عبر مختلف مناطق الوطن، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
وأكد أن هذا التوجه يفرض الحاجة إلى تكوين إطارات مؤهلة وقادرة على التسيير العصري لضمان فعالية هذه الهياكل.
وشدد خلال إشرافه على تخرج الدفعة الـ11 للمتصرفين الرئيسيين لمصالح الصحة على أن قطاع الصحة يشهد تحولا عميقاً في مجال التكنولوجيا الطبية.
وأوضح أن التطور التكنولوجي يتطلب توظيف كفاءات تمتلك مهارات رقمية حديثة، في ظل انتشار أجهزة طبية صغيرة قادرة على تشخيص المرض وتقديم الرعاية.
وقد حملت هذه الدفعة اسم البروفيسور الراحل جون بول قرونقو، أحد رواد الصحة العمومية، عرفاناً بإسهاماته في المجال.
وتم تكريم أسرة الراحل وخريجي الدفعة بعد استكمالهم تكوينا متخصصا دام سنتين، ركز على تقنيات وأساليب تسيير المؤسسات الصحية.
وأكد الوزير أن توقيت التخرج يتماشى مع الديناميكية الجديدة التي يشهدها قطاع الصحة، لا سيما في تحسين نوعية التكفل بالمرضى.
وسلط الضوء على أهمية برنامج عمل المريض (PAM) في تحديث المنظومة الصحية، مبيناً التقدم المحرز في هذا البرنامج الذي يمثل الإطار المرجعي للعمل.
وأشار إلى الدور المحوري للمدرسة الوطنية للمناجمنت وإدارة الصحة في إعداد كوادر قادرة على الدمج بين التكوين النظري والممارسة الميدانية.
وقال: “صحيح أن الخبرة تكتسب بالميدان، لكن خريجي هذه الدفعة يمتلكون أسساً متينة تؤهلهم للانخراط الفوري في خدمة القطاع”.
كشف الوزير عن تقدم كبير في مشروع مكافحة السرطان، حيث سيرتفع عدد المسرعات الطبية إلى 88 جهازاً قبل نهاية السنة الجارية.
وأضاف أن اقتناء 29 جهازاً جديداً يهدف إلى ضمان التكفل العادل بجميع المرضى عبر كافة ولايات الوطن.
كما أعلن عن استراتيجية جديدة تشمل إنشاء وحدات لعلاج السرطان داخل المستشفيات بطابق واحد دون الحاجة إلى هياكل ضخمة، بطاقة استيعابية تبلغ 240 سريراً.
وجدد التأكيد على أهمية تبني مقاربة وقائية تشمل التوعية والاتصال والتحسيس بأنماط الحياة الصحية.
وأفاد أن الوزارة اعتمدت 19 برنامجا وقائيا، مع العمل على مضاعفة عددها مستقبلاً، مع التركيز على عوامل خطورة مثل قلة الحركة وسوء التغذية واللجوء للأطعمة السريعة.
وبيّن أن هذه العوامل ساهمت في ارتفاع معدلات السمنة والسكري، حيث بلغت السمنة 20% لدى الشباب، و34% لدى النساء، و14% لدى الرجال، بينما يعاني أكثر من 4.2 مليون جزائري من السكري.
وذكر الوزير أن الإرادة السياسية تجسدت في إنجاز 603 منشآت صحية جديدة منذ 2020، ما يعكس حرص الدولة على توسيع التغطية الصحية.
كما أشاد بأداء مديري المؤسسات الاستشفائية الذين حققوا نقلة نوعية في التسيير، داعياً باقي المسيرين إلى الاقتداء بهذه النماذج الناجحة.