وجه الكاتب الأردني وليد عبد الحي نداءً عاجلاً إلى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، يدعوه فيه إلى تقديم الدعم لقطاع غزة، الذي يعاني ويلات الحرب والدمار بعد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وجاء في الرسالة المفتوحة، التي حملت طابعًا إنسانيًا وسياسيًا، أن معركة إعادة الإعمار لا تقل ضراوة عن معركة السلاح، وأن غزة، بشهدائها وجرحاها وأيتامها وأراملها، تنتظر العون من الجزائر، التي تعد رمزًا عالميًا في النضال ضد الاستعمار.
في رسالته، أشار عبد الحي إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان غزة، حيث يواجه الأطفال والمسنون معاناة كبيرة تتمثل في الجوع والتشرد والحرمان من الاحتياجات الأساسية.
وأكد أن أطفال غزة، الذين فقدوا أمهاتهم وأصبحوا بلا مأوى أو غذاء، بحاجة ماسة إلى تدخل إنساني سريع.
وكتب قائلاً: “هناك أطفال رضع لا يجدون أماً ولا مرضعة، ولا حتى حليباً جافاً. وهناك من ينامون في العراء ويصطفون في طوابير لساعات للحصول على رغيف، حتى إذا جاء دورهم كان الخبز قد انتهى.”
وطالب الكاتب الرئيس تبون بالعمل على تنظيم مؤتمر دولي عاجل لجمع التبرعات لإعادة إعمار قطاع غزة، مشددًا على أهمية أن تكون هذه التبرعات نزيهة وغير مشروطة سياسيًا، تفاديًا لمحاولات الابتزاز التي قد تستغل معاناة الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الجزائر، بتاريخها الثوري ورمزيتها النضالية، هي الأقدر على قيادة هذا الجهد، نظرًا لما تمثله من نموذج ملهم للشعوب المكافحة ضد الظلم والاستعمار.
وفي رسالته، قال عبد الحي: “إن الشعب الفلسطيني لا يرى في الجزائر إلا الأخ الذي يعرف معنى الاستعمار وعذاباته، ويناشدها لتكون عونًا له في هذه المحنة.”
وأضاف أن الدعم الجزائري لن يكون مجرد مساعدة إنسانية، بل سيحمي الشعب الفلسطيني من الابتزاز السياسي الذي قد يُفرض عليه كشرط للمساعدات الدولية.
اختتم الكاتب رسالته بتعبير عن أمله الكبير في الجزائر وشعبها، مؤكدًا أن بلاد المليون ونصف مليون شهيد لن تترك غزة وأيتامها فريسة للمآسي.
وقال: “أملي وأمل شعب فلسطين أن تكون الجزائر، التي تعلم منها أحرار العالم كل موقف نزيه وشريف، هي الحاضنة التي تمنع أيادي المبتزين من الوصول إلى غزة.”
وتمثل هذه الدعوة صرخة إنسانية وسياسية، تلقي الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وتضع مسؤولية كبيرة على عاتق المجتمع الدولي عامة، وعلى الجزائر خاصة، بالنظر إلى مكانتها المميزة في قلوب الفلسطينيين كرمز للنضال من أجل الحرية.
تجدر الإشارة إلى أن وليد عبد الحي هو كاتب وباحث أكاديمي أردني عمل في عدد من الجامعات العربية، ودرّس لسنوات بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر.
تراجع أرباح "فيرتيغلوب" الإماراتية.. ماعلاقة الجزائر؟
إطلاق مشاريع استراتيجية لتطوير وعصرنة الجزائر العاصمة
سوناطراك تقدم دعما تقنيا.. مشاريع تنموية استراتيجية مشتركة بين الجزائر والنيجر
مونوراي العاصمة.. مشروع لفك الاختناق المروري يمتد لأكثر من 67 كلم
تجاوزات وانتهاك حقوق العمال.. نحو فتح تحقيق في ظروف عمل شركات المناولة في الجنوب