نواب فرنسيون يطلقون مبادرة لتهدئة التوتر مع الجزائر محمد لعلامة

نواب فرنسيون يطلقون مبادرة لتهدئة التوتر مع الجزائر

أعلن مجموعة من النواب الفرنسيين، بعضهم من أصول جزائرية، إطلاق مبادرة تهدف إلى تهدئة التوتر المتزايد بين الجزائر وفرنسا، على خلفية ما يُعرف بـ”أزمة المهاجرين المرحّلين” وملفات أخرى شائكة.

ويأتي هذا التحرك في إطار “مجموعة الصداقة الفرنسية-الجزائرية” داخل الجمعية الوطنية الفرنسية، التي يقودها النائب عن الحزب الاشتراكي لوران لارديت، المنتخب عن مدينة مرسيليا، التي تضم جالية جزائرية كبيرة.

تصاعد التوترات بين البلدين

تشهد العلاقات الجزائرية-الفرنسية توتراً متزايداً في الفترة الأخيرة، بسبب قضايا عدة، أبرزها قرار السلطات الفرنسية ترحيل عدد من المهاجرين الجزائريين، متهمةً إياهم بـ”التحريض على العنف” و”المساس بالنظام العام”، وهو ما رفضته الجزائر.

كما ساهم في تصعيد الأزمة ملف سجن الكاتب بوعلام صنصال في الجزائر، بعد تصريحات مثيرة للجدل حول التاريخ الاستعماري للمنطقة.

وفي هذا السياق، انتقد البرلماني الفرنسي لوران لارديت موقف رئيس الوزراء فرانسوا بايرو ووزير الداخلية برونو ريتايو، معتبراً أن الأزمة يتم استغلالها سياسياً لمصالح انتخابية، في إشارة إلى تقارب ريتايو مع اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين استعداداً للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2027.

تحركات برلمانية لتهدئة الأوضاع

تم تشكيل الفريق البرلماني الجديد في 6 مارس الجاري، حيث تولى النائب لوران لارديت رئاسة المجموعة خلفًا للنائب بلخير حداد، التي تضم 45 نائباً، بينهم ثلاث شخصيات بارزة من أصول جزائرية.

ويتعلق الأمر بكل من صبرينة صبايحي (حزب الخضر) وفتيحة كلوة حاشي (الحزب الاشتراكي) وإيدير بومرتيت (حزب فرنسا الأبية)

وأكدت صبرينة صبايحي، نائبة رئيس المجموعة، في منشور على حسابها بوسائل التواصل الاجتماعي، أن المجموعة ستعمل على “إعادة الهدوء إلى العلاقات بين البلدين”.

 

“خطة عمل” لترميم العلاقات

صرّح لارديت، وفق ما نقلته صحيفة “لابروفانس“، بأن “مرسيليا وحدها تضم أكثر من 300 ألف شخص من أصول جزائرية، ما يجعل من الضروري الحفاظ على العلاقات الثنائية وتعزيزها”.

وكشف “خطة عمل” تهدف إلى ترميم العلاقات، تتضمن مواصلة العمل المشترك حول ملف الذاكرة، وتعزيز التبادل الاقتصادي بين الجزائر وفرنسا، وطلب لقاء مع السفير الفرنسي في الجزائر، ستيفان روماتيه، لبحث سبل تهدئة التوترات الراهنة.

مساعي التهدئة وسط توترات متزايدة

يُذكر أن الجهود الفرنسية-الجزائرية لمعالجة القضايا التاريخية كانت قد قطعت أشواطاً مهمة خلال العامين الأخيرين، إذ استرجعت الجزائر جزءًا من أرشيف فترة الاستعمار.

وكان من المفترض أن تشهد العلاقات دفعة إيجابية بزيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى فرنسا في خريف 2024، إلا أن الزيارة أُلغيت بسبب تصاعد الخلافات السياسية والدبلوماسية.

شاركنا رأيك