تحوّلت قضية المؤثرين نوميديا لزول، وفاروق بوجملين المدعو “ريفكا”، ومحمد أبركان المدعو “ستانلي”، وإيناس عبدلي، إلى قضية رأي عام، فُتحت مطلع السنة الجارية لتنتهي اليوم بحكم إيجابي في حقّ 3 من أشهر المؤثرين الجزائريين.
مطلع شهر جانفي تحرّك القضاء الجزائري في قضية “فيوتشر غايت”، التي احتال صاحبها أسامة رزاقي على طلبة جزائريين، موهما إياهم بتوفير مقاعد جامعية بأوكرانيا وتركيا وروسيا مقابل مبالغ طائلة، ليجدوا نفسهم أمام “إعلان كاذب”.
طلبة جزائريون دفعوا أموالا طائلة للشركة الوهمية، وبعد سفرهم إلى أوكرانيا، وجدوا نفسهم غير مسجلين في أية جامعة، وبدون مأوى ليعيشوا حياة التشرد.
وكانت نوميديا لزول، وستانلي وريفكا، وإيناس عبدلي من بين المؤثرين الذين قاموا بإشهار لهذه الشركة الوهمية، التي حسب أقوالهم لم يكونوا على علم بأنها تحتال على الطلبة.
ونشرت المديرية العامة للأمن الوطني، فيديوهات لطلبة تعرضوا للنصب من طرف الشركة ذاتها، كما عرضت الشرطة، فيديوهات مصورة لبعض المتهمين.
ووفقا لوكيل الجمهورية، كانت الشركة، تحتال على الطلبة عبر ومضات إشهارية مغرية في صفحات التواصل الاجتماعي، والترويج بأن الطلبة بإمكانهم ضمان الحصول على التأشيرة والمرافقة في مطار هواري بومدين والاستقبال في مطار الوجهة والتكفل بمصاريف الجامعة والتأمين الصحي والمساعدة في الحصول على الإقامة وتوفير السكن الجامعي والمساعدة في الحصول على السكن في روسيا وتركيا والتسجيل في خدمة الهجرة.
مطلع جانفي 2022، مثل المتهمون أمام وكيل الجمهورية، وكانت نوميديا لزول آخر المتهمين الذين مثلوا أمام وكيل الجمهورية بمحكمة الدار البيضاء، بعد أن أعلنت الشرطة الجزائرية أن هذه الأخيرة في حالة فرار.
وأمرت الجهات المختصة بإيداع فاروق بوجملين المدعو “ريفكا” ومحمد أبركان المدعو “ستانلي” ونوميديا لزول، الحبس المؤقت.
كما تمّ إيداع صاحب الشركة الوهمية أسامة رزاقي، الحبس المؤقت.
كان من المرتقب أن تتم محاكمة المتهمين بتاريخ 12 ماي 2022، قبل أن يتم تأجيل المحاكمة الأولى إلى يوم 19 ماي 2022.
وكشفت مصادر إعلامية أن قرار التأجيل جاء بطلب من المحكمة لتعيين ممثل قانوني للشركة واستدعاء الضحايا الغائبين.
ورفضت حينها المحكمة طلب الإفراج الذي تقدمت به هيئة الدفاع.
وبتاريخ 19 ماي 2022، أجّلت محكمة الدار البيضاء البث في قضية النصب على الطلبة المتهم فيها نوميديا لزول وريفكا وستانلي و11 أخرين، للمرة الثانية، إلى تاريخ 26 ماي 2022.
ولم تنتهي سلسلة التأجيل، إذ تمّ تأجيل المحاكمة للمرة الثالثة إلى شهر9 جوان 2022، وذلك بسبب تدهور الحالة الصحية لوالدة المتهم الرئيسي في القضية أسامة رزاقي.
في السادس عشر من شهر جوان الماضي، أدانت محكمة الدار البيضاء، المؤثرين المتورطين في قضية النصب على الطلبة، نوميديا لزول ومحمد أبركان المعروف باسم “ستانلي”، وفاروق بوجملين المعروف باسم ريفكا، بعام سجنا نافذا، وغرامة مالية بقيمة 100 ألف دينار نافذة.
وأدانت المحكمة المتهم الرئيسي في القضية، وهو صاحب الشركة التي نصبت على الطلبة، أسامة رزاقي بـ7 سنوات سجنا نافذا ومليون دينار غرامة نافذة، ومنعه من ممارسة أي نشاط مماثل.
وبعد الطعن الذي تقدمت به هيئة الدفاع، استفاد المؤثرون الثلاثة من الإفراج عنهم، إذ برّأ مجلس قضاء الجزائر نوميديا لزول من جميع التهم المنسوبة إليها في القضية.
كما حكم المجلس ذاته، بالسجن 6 أشهر حبسا نافذا على كل من أسامة فاروق بوجملين “ريفكا” ومحمد أبركان “ستانلي”.
فيما أُدين أسامة رزاقي بـ6 سنوات سجنا نافذا.