هل الباراسيتامول آمن حقًا؟ دراسة تكشف أضرار تناوله المتكرر وكالات / أوراس

هل الباراسيتامول آمن حقًا؟ دراسة تكشف أضرار تناوله المتكرر

كشفت دراسة جديدة أعدها فريق من الباحثين في جامعة نوتنغهام أن الاستخدام الطويل الأمد للباراسيتامول قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحية الخطيرة.

وقد تناولت الدراسة الأمراض المرتبطة باستخدام المتكرر لهذا الدواء، منها قرحة المعدة وفشل القلب وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى المزمنة.

وعلى الرغم من أن الباراسيتامول يُعتبر من الأدوية الشائعة في تخفيف الألم، فإن استخدامه طويل الأمد قد يؤدي إلى مضاعفات صحية غير متوقعة.

ماهو  الباراسيتامول؟

يُعرف الباراسيتامول، الذي يُسمى أيضًا  بالأسيتامينوفين، بأنه دواء مسكن غير مخدر وخافض للحرارة.

يتم تناوله لعلاج الألم البسيط مثل الصداع وآلام الأسنان وآلام العضلات، كما يُستخدم في تخفيض الحمى.

يتوفر الباراسيتامول في عدة أشكال مثل الحبوب والشراب والتحاميل، والحقن، ويُصرف دون الحاجة إلى وصفة طبية.

تأثير استخدام الباراسيتامول

ولكن في الدراسة التي أجريت بجامعة نوتنغهام ونشرت في مجلة “Arthritis Care and Research“، تناول الباحثون تأثير استخدام الباراسيتامول على كبار السن الذين يتناولون هذا الدواء بشكل منتظم.

وقد أظهرت الدراسة أن الباراسيتامول قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعدد من الأمراض مثل قرحة المعدة وفشل القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى المزمنة السالفة الذكر.

واستخدم الباحثون بيانات من “رابط بيانات أبحاث الممارسة السريرية-الذهبي” لدراسة تأثير الباراسيتامول على 180483 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا وأكثر.

وتمت مقارنة هذه البيانات مع 402478 شخصًا آخرين من نفس الفئة العمرية لم يتناولوا الدواء بشكل متكرر.

وقد كشفت الدراسة أن الباراسيتامول قد يكون له تأثيرات سلبية رغم اعتباره علاجًا آمنًا.

وعلى الرغم من شهرة الباراسيتامول كعلاج آمن، إلا أن البروفيسور وييا تشانغ، من مركز أبحاث الطب الحيوي في المعهد الوطني للبحوث الصحية، أشار إلى ضرورة إعادة النظر في استخدامه كعلاج أساسي لحالات الألم المزمن، خاصة لدى كبار السن.

وأضاف أن تأثير الباراسيتامول المسكن للألم ضئيل، مما يستدعي دراسة متأنية لاستخدامه في هذه الفئة العمرية.

ويحذر الأطباء من الاستخدام المستمر للباراسيتامول لأكثر من 3 أيام متتالية دون استشارة الطبيب، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مجموعة من الآثار الجانبية.

وفي هذا السياق، صرح الدكتور جيرارد سينوفيتش، استشاري الألم في “Alterneaf”، قائلاً: “تعتبر مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الباراسيتامول علاجًا شائعًا للألم، ولكن لا ينبغي استخدامها لأكثر من 3 أيام متتالية دون استشارة الطبيب”.

وتنبه الأبحاث إلى أن الاستخدام اليومي أو المستمر للباراسيتامول يمكن أن يؤدي إلى عدة آثار جانبية قد تكون مدمرة تشمل هذه الآثار:

  • التعب والإرهاق: يعد الإرهاق من الآثار الجانبية الشائعة نتيجة لمحتوى الأسيتامينوفين في الباراسيتامول، حيث يشعر بعض الأشخاص بالتعب والنعاس عند تناوله بشكل متكرر.
  • مشاكل الجهاز التنفسي: تشير الأبحاث إلى أن الاستخدام المتكرر للباراسيتامول قد يزيد من احتمالية حدوث الصفير ويرتبط بزيادة أعراض الربو، مع تأثير أكبر عند التكرار.
  • فشل الكبد: يمكن أن يؤدي الاستخدام المنتظم للباراسيتامول إلى تلف الكبد، حتى إذا تم تناوله بالجرعات الموصى بها.
  • النوبات القلبية: أظهرت الدراسات أن تناول الباراسيتامول الذي يحتوي على الصوديوم بانتظام يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب. وقد يؤدي تناول الجرعة القصوى للباراسيتامول إلى تجاوز الحد الأقصى للجرعة اليومية من الصوديوم.
  • تغير لون الأصابع والشفاه: في حالات نادرة، قد تؤدي ردود الفعل التحسسية تجاه الباراسيتامول إلى تغير لون الجلد أو الشفاه إلى الأزرق أو الرمادي، مع أعراض أخرى مثل تورم الشفاه أو الفم أو اللسان والشعور بالدوار وصعوبة التنفس.

وأشار الدكتور جيرارد إلى أن هناك نقصًا في التوعية حول التأثيرات الصحية طويلة الأمد الناتجة عن الاستخدام المتكرر للباراسيتامول.

وأضاف أن من فشل الكبد إلى تلف الكلى ومشاكل التنفس، يمكن أن تكون الآثار الجانبية طويلة الأمد مدمرة للغاية وحث على ضرورة توخي الحذر في استخدام هذا الدواء بشكل منتظم.

شاركنا رأيك