علّق الكاتب والصحفي الجزائري كمال داوود على قرار السلطات الجزائرية تدريس الطب باللغة الإنجليزية بدل الفرنسية في الجامعات، واصفًا إياه بأنه حلقة جديدة في مسار “اغتيال اللغة الفرنسية” بالجزائر.
جاء ذلك في مقال رأي حمل عنوان: (الفرنسية خالدة لأنها…)، نشره الكاتب المثير للجدل والملاحق قضائيا في الجزائر، بمجلة Le Point الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 17 أفريل 2025.
ورأى داوود أن هذا التوجه لا يخلو من خلفية أيديولوجية تعكس الميل إلى “أسلمة الدولة” و”رهاب الاستعمار”، معتبرًا أن محو اللغة الفرنسية هو محوٌ للذاكرة الجزائرية المتشابكة مع تاريخ فرنسا.
وانتقد الكاتب ما وصفه بـ”اللسان القومي المتطرف”، مشيرًا إلى أن رفض الفرنسية لا يعني تبني الإنجليزية ببراءة، بل يتم بأدوات خطابية مشبعة بالماضي الاستعماري ومعبّأة ضد الكونية والانفتاح.
وأضاف: “اللغة الفرنسية، بالنسبة للجزائريين المقيمين في فرنسا، ليست مجرد وسيلة تواصل بل جزء من الهوية، وإلغاؤها يعني إجبارهم على قطع صلتهم بالوطن الأم من جهة، وبالانتماء إلى فرنسا من جهة أخرى”.
وشدد داوود على أن الفرنسية ليست ملكًا لفرنسا فقط، بل أصبحت جزءًا من موروث الشعوب التي استعمرتها.
وختم بالقول: “الفرنسية ليست لغة نخب، بل لغة الفقراء أيضًا، لغة الأرواح التي يسعى البعض إلى إسكاتها، لكنها خالدة”.
يذكر أن الكاتب كمال داوود، رُفعت ضده دعوى قضائية أمام محكمة وهران، بسبب استغلاله في كتابه الأخير “حوريات”، لقصة الحياة الشخصية لضحية الإرهاب، سعادة عربان، و”تعديه الصارخ” على قيم وذاكرة الشعب الجزائري.
وقبل أيام، أمرت وزارة التعليم العالي الجزائرية جميع الجامعات بإيداع خططها حول تعزيز التكوين باللغة الإنجليزية قبل 17 أفريل 2025، وشدّدت على ضرورة مواصلة تكوين الأساتذة في هذا الإطار.
كما أصدرت تعليمة خاصة لعمداء كليات الطب، أكدت فيها أن كل مقاييس السنة الأولى علوم طبية (طب، صيدلة، طب الأسنان) ستُدرّس باللغة الإنجليزية ابتداءً من الموسم الجامعي 2025/2026، مع ضرورة إشراك الأساتذة الذين بلغوا المستوى B2 أو C1 في التغطية البيداغوجية.
ويأتي ذلك ضمن إستراتيجية وطنية لرفع مستوى التعليم العالي والاندماج في الفضاء العلمي الدولي.
