وسط تصعيد إعلامي وسياسي فرنسي ضد الجزائر، تصدرت دعوات لمعاقبتها العديد من الخطابات، بمشاركة شخصيات معروفة بعدائها.
غير أن وزيرة البيئة الفرنسية السابقة سيغولان رويال شكلت استثناءً، إذ دافعت عن الجزائر ونددت بالحملة المتصاعدة ضدها.
وفي مقابلة على قناة “بي أف أم تي في”، استنكرت رويال الهجمات المتكررة التي يشنها اليمين المتطرف الفرنسي ضد الجزائر.
🇩🇿🇫🇷 Ségolène Royal, ex-ministre et ex-candidate à l’élection présidentielle française :
🗣️”C’était une grande civilisation, l’Algérie🇩🇿, il ne faut pas oublier ça.”
🗣️”La guerre d’Algérie a été une atrocité qui a détruit tout ce que ce pays avait de bon avant que les Français… pic.twitter.com/U4dVRV7DEQ
— LeLien (@LeLienofficiel) January 30, 2025
واعتبرت أن هذه الخطابات تكرس الصور النمطية وتعزز التوتر بدل البحث عن حلول دبلوماسية.
وأكدت أن هذه الهجمات قائمة على أفكار خاطئة ومعلومات غير مدروسة، مشددة على أن الجزائر كانت حضارة عظيمة قبل الاستعمار.
وانتقدت بشدة الطرح الذي يصور الجزائر وكأنها كانت أرضًا خاوية قبل قدوم فرنسا.
وأشارت إلى أن الجزائر عرفت بنية اجتماعية واقتصادية متطورة قبل الاحتلال الفرنسي، مؤكدة أن الحرب الجزائرية دمرت كل ذلك بشكل مأساوي.
وحذرت من محاولات إعادة كتابة التاريخ لخدمة أجندات سياسية معادية للجزائر.
واعتبرت رويال أن الحرب الجزائرية كانت فظاعة تركت جراحًا عميقة، وأن تجاهل هذا الماضي أو تحريفه أمر غير مقبول.
كما شددت على ضرورة بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل بعيدًا عن الخطابات العدائية.
وانتقدت الوزيرة السابقة استمرار التصريحات المسيئة للجزائر، مؤكدة أن مثل هذه المواقف لا تؤدي إلا إلى إذكاء التوتر وإحياء جراح الماضي، ليس فقط في الجزائر وفرنسا، بل في إفريقيا كلها.
وكشفت عن تجربتها الشخصية، مشيرة إلى أن والدها، وهو من قدامى المحاربين في الجزائر، لم يكن يحمل أي ضغينة تجاه الجزائريين، بل احترم نضالهم.
واعتبرت أن هذا دليل على إمكانية بناء رؤية مختلفة للعلاقات بين البلدين.
وانتقدت رويال بشدة التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، معتبرة أنها غير مسؤولة وتكرس الانحراف الشعبوي في السياسة الفرنسية.
كما اتهمت بعض المسؤولين الفرنسيين بتوظيف هذا الخطاب لتحقيق مكاسب انتخابية.
وفي هذا السياق، اعتبرت أن هذا النهج يهدف إلى استقطاب الناخبين اليمينيين المتطرفين عبر مهاجمة الجزائر، مشيرة إلى أن حتى الدائرة المقربة من ماكرون توظف هذا الخطاب في ظل التحضير للانتخابات الرئاسية 2027.
وأضافت أن استمرار العقلية الاستعلائية تجاه الجزائر يعكس مشكلة عميقة في السياسة الفرنسية، مؤكدة أن من يتهمون الجزائر باستغلال ذاكرتها التاريخية هم أنفسهم من يسعون لتبييض جرائم الاستعمار.
وأشارت إلى أن فرنسا لا يمكنها مطالبة الجزائريين بنسيان ماضيهم أو التخلي عن ذاكرتهم الوطنية، معتبرة أن الجزائر دفعت ثمنًا باهظًا للاستقلال، ولا يمكن الاستخفاف بذلك بأي شكل من الأشكال.
وانتقدت الخطابات التي تصوّر الجزائريين المقيمين في فرنسا كمجرمين، مشيرة إلى أن تجاهل مساهماتهم في الاقتصاد الفرنسي يعكس تحيزًا سياسيًا واضحًا.
وفي حديثها عن قضية الكاتب بوعلام صنصال، رفضت رويال أن تقدم فرنسا دروسًا في حقوق الإنسان للجزائر، مذكّرة بالقمع العنيف الذي تعرض له متظاهرو “السترات الصفراء” في فرنسا.
وجددت التأكيد على ضرورة تغيير الخطاب الرسمي تجاه الجزائر، منددة بالنبرة الفوقية التي يتبناها بعض المسؤولين الفرنسيين، مستعيدة مقولة إيمي سيزار: “لقد كنا برابرة”.