span>الدبلوماسية المصرية تغرد خارج السرب العربي عثمان لحياني

الدبلوماسية المصرية تغرد خارج السرب العربي

الموقف المصري في اجتماع وزراء الخارجية العرب لم يكن مفاجئا، (انسحاب وزير الخارجية من القاعة بسبب ترأس وزيرة الخارجية الليبية للجلسة)، بحكم موقف القاهرة من حكومة الدبيبة، وانفرادها بتشكيل حكومة باشاغا التي لا تعترف بها سوى القاهرة وحدها.

ما كان مفاجئا في الحقيقة هو تخلي حلفاء القاهرة، كالبحرين والسعودية والإمارات بشكل خاص، عن القاهرة، بشأن الموقف في ليبيا، لم يخرج من قاعة الاجتماع أحد غير وزير الخارجية المصري، وهذا يؤشر على أن المسافة لم تعد متقاربة بين القاهرة وحلفائها، وأن هناك تغيّرا في الالتزامات السياسية لحلفاء القاهرة، له علاقة بالموقف التركي والجزائري.

لم يكن لائقا للدبلوماسية المصرية أن تقع في فخ دبلوماسي يضع القاهرة في موضع تسلل فادح وبطريقة غير لبقة، ويعري الدور المصري على حقيقته، ويضع مصر كجزء من الأزمة الليبية وليست طرفا في الحل، من خلال محاولة فرض مقاربة مصرية صرفة لمسارات الحل في ليبيا، دون العودة الى الشركاء البارزين في المعضلة الليبية، ويكشف تغطرسا لا يأخذ في حسابات الواقع تغير المعطيات وعودة الدور الجزائري.

يمثل الموقف المصري خروجا فادحا عن السياق، وفي توقيت غير مناسب للقاهرة نفسها، ويمكن أن يكرس مزيدا من تعميق الخلاف مع الجزائر حول مقاربات الحل، وتأكيدا لمحاولة مصرية للتفرد بفرض حل متواطئ، ومزيد من الإخلال بالتفاهمات كان تم بين الجزائر ومصر (خلال زيارة الرئيس تيون الى القاهرة في يناير الماضي) حول التزام بالتشارك في صياغة ودعم مسارات الحل السياسي في ليبيا، باعتبار أنها تمثل لكليهما عمقا مرتبطا بالأمن القومي.

يجدر التذكير أن الرئيس الجزائري كان أعلن في 24 أبريل الماضي بوضوح عن استياء الجزائر لاخلال القاهرة بهذه التفاهمات ،وقال بوضوح أن “هناك بعض الدول، اتفقنا على أن نسير في موقف واحد بشأن ليبيا، لكنها ساهمت في تعيين حكومة أخرى، والحكومة الليبية التي تحظى بالشرعية الدولية هي حكومة الدبيبة وفاق للشرعية الدولية وهي الحكومة المعترف بها دوليا”.

عثمان لحياني

إعلامي جزائري وكاتب في عديد الجرائد والصحف المحلية والعالمية

شاركنا رأيك