span>الصحراء الغربية وكان 2025 وانتخابات الفيفا.. معركة كسر العظام داخل الكاف مسعود علال

الصحراء الغربية وكان 2025 وانتخابات الفيفا.. معركة كسر العظام داخل الكاف

يعيش الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف على وقع معركة “كسر العظام” بين عدة أطراف بداية من الرئيس باتريس موتسيبي إلى أعضاء المكتب التنفيذي الـ23 ومن بينهم 5 نواب لرئيس الكاف.

والسبب يعود إلى عدة أشهر خلت، وبالضبط منذ الصيف الماضي، وتفاقمت الأمور مطلع العام الحالي خلال بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين شان الجزائر2022، والأزمة مستمرة إلى حد الآن.

رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع يقود حلفا يسعى من خلاله للإطاحة بموتسيبي، بعد أن اتضح له بأنه لا يخدم مصالح بلده ، منذ أن قرر موتسيبي مراجعة الخطأ “الفضيحة” الذي وقع فيه رفقة الكاف في شهر مارس من العام 2021 في المغرب، عندما جرّ لقجع الكاف لتعديل بند يتعلق بعضوية الكاف، إذ صودق على تعديل البند (لا يمكن لأي بلد لا يملك عضوية كاملة في الأمم المتحدة الحصول على عضوية الكاف) رغم أنه يخرق كل مواثيق الرياضة للفيفا والكاف وللجنة الأولمبية الدولية،

وهو أيضا القرار الذي يقطع الطريق أمام الصحراء الغربية لأي أمل في الانخراط في الكاف، وكان هدفه توجيه ضربة للصحراء الغربية والدول الداعمة لاستقلالها وأبرزها الجزائر وجنوب إفريقيا.

موتسيبي، وخلال الجمعية العامة التي جرت في تنزانيا في الصيف الماضي، قرر مراجعة هذا البند، وتزامن ذلك مع تدخل رئيس الفاف جهيد زفيزف خلال ذات المؤتمر، إذ رافع لضرورة تعديل البند، واستشاط لقجع وحلفاءه غضبا وبدأوا حملة لقطع الطريق على مساعي رئيس الكاف

وإزداد الطين بلة مع ترشح الجزائر والمغرب لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، وتفاقم أكثر الوضع مع التصريحات الكثيرة لموتسيبي والتي أشاد فيها بالجزائر وبملاعبها والبنى التحتية خلال “الشان”، قبل أن يتأزم الموضوع إثر تصريحات موتسيبي الضمنية في المغرب حول “تسبب المغرب في وضع الكاف في حرج” من خلال مقاطعته المشاركة في الشان، والطرق التي وظفها لتحقيق مسعاه بزرع الفتنة والفوضى وسط الكرة الإفريقية وتوظيفها لأغراض شخصية وسياسية..

كان لقجع ينتظر أن تقوم الكاف برئاسة موتسيبي بمعاقبة الجزائر بسبب غياب المغرب عن الشان، رغم أن الكاف نفسه اعتبر المغرب غائبا عن البطولة واحتسبه خاسرا 3-0 في كل مبارياته ما يستوجب تعريضه للعقوبة (لم يعلن حتى الآن عن نتائج التحقيق ولا العقوبة). بالتزامن مع “الأهداف” التي سجلتها الجزائر في مرماه (في كل المجالات) طيلة الفترة الحالية ولا زالت..

موتسيبي رجل الأعمال الثري، القريب من دوائر الحكم والقرار في جنوب إفريقيا، واع جدا للمؤامرة التي يقودها لقجع وحلفه، ويسعى جاهدا للخروج سالما من هذه “المعركة”، خاصة وأنه مقتنع تماما بأن هناك من يسعى للاستيلاء على دواليب الكاف، مثلما حدث سابقا في فترة الرئيس السابق أحمد أحمد، الذي غادر منصبه مرغما بسبب “توريطه” في الفساد وفضائح مالية وتم اتهامه أيضا في قضايا أخلاقية ورطه فيها “أصدقاءه”.

خطة معارضي موتسيبي تشمل مخططا لسحب الثقة منه، ووضع نائبه الأول السنغالي أوغستين سنغور المقرب من لقجع لفترة مؤقتة، قبل اجراء انتخابات يتم فيها “تعيين دمية” لقيادة الهيئة الإفريقية.

يجري كل هذا بالتزامن مع قرب انتخابات رئاسة الفيفا، التي ترشح لها جياني أنفانتينو منفردا، وستجرى على هامش المؤتمر الـ73 في 16 مارس القادم في رواندا، وهو يراهن كثيرا على القارة السمراء (أكبر وعاء انتخابي بـ54 دولة) لكسب مزيد من السلطة والشرعية والقوة، لأنه حسم “منطقيا” بقاءه في منصبه لعهدة جديدة.

أنفانتينو الذي كان وراء وضع موتسيبي على رأس الكاف، سيكون أمام مهمة صعبة جدا، للاختيار بين من عيّنه بالأمس رئيسا للكاف، وبين الحلف المعارض له، وسط أمور خفية تحدث في البيت الإفريقي، سيماط عنها اللثام قريبا جدا..

على الجزائر استغلال هذه الفرصة وعدم تفويتها، لأجل إعادة الأمور إلى نصابها، واستعادة مكانتها في الواجهة الإفريقية، ووضع حد لسيطرة “الحلف المشبوه”.

مسعود علال

صحفي جزائري مختص في الشأن الرياضي

شاركنا رأيك

  • milod

    الأربعاء, فبراير 2023 17:24

    فرصة الاتحادية الجزائرية لي تموقع داخل الكاف