span>تعرف على قصة الشهيد المصري الذي استعادت الجزائر جمجمته فيصل شيباني

تعرف على قصة الشهيد المصري الذي استعادت الجزائر جمجمته

استرجعت الجزائر أمس رفات 24 شهيدا من متحف الإنسان بفرنسا ومن بينهم جمجمة الشهيد المصري موسى بن الحسن الدرقاوي.

موسى بن الحسن الدرقاوي هو تلميذ الشيخ بوزيان وينحدر من مدينة دمياط شمال مصر، حيث توفي أبوه وهو طفل صغير، وسنة 1822 أصابه مرض خبيث في الرأس أجبره على الذهاب لسوريا للعلاج الذي استغرق سنة كاملة، توجه بعدها إلى القسطنطينية ومنها إلى غرب الجزائر مجنداً ضمن الفرق العسكرية العثمانية، التي ما لبث أن فرّ منها نحو قسنطينة ثم إلى تونس.

انتقل موسى بن الحسن الدرقاوي بعدها إلى طرابلس سنة 1826 حيث التقى بالشيخ سيدي محمد بن حمزة ظافر المدني شيخ الطريقة الشاذلية “1780- 1847″، وهناك تلقى العلوم الشرعية، قبل أن يستقر في مدينة الأغواط سنة 1829.

سكان الأغواط أحسنوا استقبال موسى الدرقاوي تقديرا لعلمه وبنوا له زاوية ومنحوه أراض وحدائق تُعرف الآن بزقاق الحجاج، حيث أقام فيها لمدة سنتين، انتقل بعدها لمدينة مسعد التي أسس له سكانها زاوية وأصبح له الكثير من المريدين.

 اختلف الدرقاوي مع الأمير عبدالقادر مؤسس الدولة الجزائرية بسبب توقيع الأمير معاهدة ديميشال مع الفرنسيين، وأدى هذا الخلاف بينهما لمعركة عسكرية انتصر فيها الأمير عبدالقادر، ليلجأ الدرقاوي بعدها لجبل موزاية ومنه إلى مدينة مسعد حيث بدأ تنظيم صفوفه من جديد.

حاول الشيخ موسى الدرقاوي توحيد الطرق الصوفية، وجمع أكبر عدد من الأتباع الذين كان أغلبهم من الفقراء، لأنه كان يفرض نظاماً قاسيا لمريديه.

وروت كتب التاريخ أن الشيخ بوزيان أحد كبار أعوان الأمير عبد القادر حاول الاتصال بشيوخ الطرق والزوايا لتحضير ثورة “الزعاطشة” فاتصل بالشيخ موسى بن الحسن المصري الدرقاوي، الذي رحب بالجهاد، وذهب إلى مدينة مسعد واصطحب معه الكثير من المقاتلين من أولاد نايل، وقاوموا ببسالة الحصار المفروض عليهم بالواحات حتى جاء يوم 26 نوفمبر 1849 حيث تم نسف دار الشيخ بوزيان.

وأمر القائد الفرنسي “هيربيون” بقطع رأس زعيم الثورة الشيخ بوزيان ورأس ابنه والشيخ الحاج موسى الدرقاوي وتعليقهم على أحد أبواب بسكرة.

ونقلت بعد ذلك الجماجم إلى فرنسا، حيث تم حفظها في متحف الإنسان بباريس، وعلى مدار أكثر من 170 عاما حملت جمجمة الدرقاوي رقم 5942 إلى أن عادت إلى الجزائر أمس.

شاركنا رأيك