في خطوة تعكس التزام الجزائر بتوطيد العلاقات الإفريقية وتعزيز الدبلوماسية القارية، أشرف الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، لوناس مقرمان، على مراسم تسليم شهادات الدورة التكوينية الثانية، التي استفاد منها دبلوماسيون أفارقة معتمدون في الجزائر.
بحسب بيان وزارة الخارجية، نظّم المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية هذه الدورة التكوينية بين 9 و13 فبراير 2025، بهدف تطوير الكفاءات الدبلوماسية وتعزيز قدرات ممثلي الدول الإفريقية في العلاقات الدولية.
وأكد البيان أن الجزائر تعمل بشكل مستمر على تبادل الخبرات والتأهيل والتدريب، في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى رفع مستوى التعاون والتنسيق الدبلوماسي بين الدول الإفريقية، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي تواجه القارة.
شهدت مراسم تسليم الشهادات حضور شخصيات بارزة، من بينها سفراء وقناصل الدول الإفريقية المعتمدون في الجزائر، إلى جانب عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الجزائرية، ما يعكس اهتمام الجزائر بتعزيز العلاقات الدبلوماسية على المستوى القاري.
تأتي هذه المبادرة في سياق السياسة الجزائرية الهادفة إلى تعزيز مكانتها كفاعل رئيسي في دعم الوحدة الإفريقية، حيث يشكّل التدريب الدبلوماسي أحد الأدوات الفعالة لتحقيق هذا الهدف.
ولا يقتصر دور هذه الدورات على تعزيز الكفاءات، بل يمتد إلى تحسين فهم الدبلوماسيين الأفارقة للعلاقات الدولية، وتطوير دورهم في معالجة القضايا الإقليمية والدولية، بما يساهم في توحيد الرؤى وتعزيز العمل المشترك بين الدول الإفريقية.
تعدّ هذه الدورة جزءًا من سجل حافل من المبادرات الجزائرية في مجال التكوين والتدريب، حيث تستقطب الجزائر سنويًا العديد من الكوادر الإفريقية في مختلف التخصصات، انطلاقًا من رؤيتها الاستراتيجية لتعزيز التضامن والتكامل بين شعوب القارة.
وبهذا، تواصل الجزائر دورها كمنصة للتأهيل الدبلوماسي، في وقت تشهد فيه القارة تحديات متزايدة تتطلب مزيدًا من التنسيق والتعاون لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وقوة لإفريقيا.