استذكر الناخب الوطني السابق وحيد حليلوزيتش، مشاركته مع المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم 2014 والتي كانت الظهور الأخير لـ”الخضر”، قبل ترسيم التأهل من جديد إلى النسخة القادمة، عام 2026.
وفي حوار له مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم، عاد التقني البوسني إلى مباراة ألمانيا في ثمن نهائي تلك النسخة، حين انهزم المنتخب الجزائري بصعوبة بالغة بنتيجة هدفان لهدف واحد، بعد خوض 120 دقيقة، كانت عصيبة على الألمان.
فقال مدرب “الخضر” السابق حول تلك اللحظات: “أتذكر الضجة الهائلة التي أحاطت بتلك المباراة. كانت أول مرة للجزائر تصل إلى دور الستة عشر (ثمن النهائي) في كأس العالم، وخلال البطولة بأكملها، كانت البلاد كلها تعيش مع الفريق. توقف الجميع عن أنشطتهم اليومية، حيث تابع حوالي 40 مليون جزائري المباراة”.
ثم أضاف: “لا تزال استعداداتنا لتلك المباراة عالقة في ذهني. في ليلة المباراة، توجهت إلى قاعة الاجتماعات، أعددت لوحة التكتيكات ورتبت كل شيء. ومع بدء وصول اللاعبين، بدا الجو وكأننا في جنازة، الصمت كان مدويا، وكل لاعب كان منحني الرأس ولم يرفع أحدهم بصره إليّ”.
وقال حليلوزيتش موضحا أكثر: “بدأت بشرح خطة اللعب من حيث التكتيكات والتفاصيل الفنية والجانب النفسي. كل لاعب كان لديه مهمة محددة. لم ندخر أي جهد في تحضيراتنا. مع مرور الوقت، بدأ اللاعبون يركزون عليّ ويستعيدون نشاطهم. والأهم من ذلك، كان علينا التأكد من استعدادنا الذهني، لأن قول أريد أن ألعب وأهزم ألمانيا يتطلب شجاعة كبيرة وعزيمة قوية”.
قدمنا أداء شبه مثالي
وحول نجاح المنتخب في الوصول إلى الشوطين الإضافيين أمام منافس من عيار ألمانيا، تابع حليلوزيتش يقول: “قدمنا الأداء الذي كنا بحاجة إليه. كان الجميع يتوقع أن نتلقى خمسة أو ستة أو سبعة أهداف، لكننا قدمنا أداءً شبه مثالي. ومع ذلك، للأسف، لم نتمكن من تحقيق الفوز”.
وتابع في نفس السياق: “أتذكر أننا تلقينا تصفيقا حارا عند صافرة النهاية. كان الجميع يهتفون “الجزائر، الجزائر”. أصبحنا الفريق الذي يتحدث عنه الجميع وأصبحنا فريقا محبوبا في البطولة، في اليوم التالي، ذهبت إلى مركز تجاري لشراء بعض الهدايا، ولاحظني الناس هناك، وتمسك بي عدد كبير من السكان المحليين ورفعوني في الهواء”.
وأردف أيضا: “تلك المشاهد تُعبّر عن مدى أهمية اللعبة بالنسبة للناس، خصوصا في بلد محب لكرة القدم مثل البرازيل. حتى لو كنت أجنبيا، تقديم أداء جيد يجعلك مميزا بالنسبة لهم. لا بد أنني كنت في الهواء لعشر إلى خمس عشرة دقيقة، بالكاد استطعت التنفس، فالكل أراد أن يقترب مني (يضحك)”.
أستمتع بإسعاد الناس
وعلق الناخب الوطني السابق حول الاستقبال الذي حظي به “الخضر” عند العودة إلى الجزائر، فقال: “كما هو الحال عند العودة إلى أي بلد إفريقي، عند وصولنا إلى الجزائر، استقبلتنا حشود من المشجعين، وكانوا يهتفون باسمنا. كان الأمر مختلفا تماما، رؤية الأطفال والنساء والرجال جميعا في قمة السعادة أعطاني فرحة كبيرة. أنا حقا أستمتع بإسعاد عائلتي وأصدقائي والمشجعين. لا شيء أفضل من رؤية الناس بوجوه مبتسمة بعد فوز فريقهم. كمُدرب، يجعلك ذلك فخورا جدا”.
واختتم حليلوزيتش كلامه حول ذلك الإنجاز، قائلا: “ما حققناه مع الجزائر كان مميزا جدا. ومن المضحك، أن الهزيمة هي التي جعلت الفريق يحظى بتلك الشهرة. كل ذلك كان بسبب أننا كنا ضد أفضل فريق في العالم وقدمنا أداءً ممتازا، كان يجب أن نفوز ونتصدر المزيد من العناوين في كأس العالم، لم نتمكن من ذلك، لكن تلك المجموعة من اللاعبين قدمت مشوارا رائعا في كأس العالم”.









لا يوجد تعليقات بعد! كن أول المعلّقين