تعيش الجزائر ومالي أزمة دبلوماسية صامتة، افتعلها رئيس المجلس الانتقالي أسيمي غويتا، بعد استدعاء السفير الجزائري واتهامه الجزائر بالتدخل في الشؤون الداخلية هناك.
وراح أسيمي غويتا إلى أبعد من هذا، حين أعلن التخلي عن اتفاق السلام الذي تقوده الجزائر منذ سنة 2015، بين السلطة في باماكو وحركات الأزواد.
وحذّرت الجزائر من خطورة القرار المالي وانعكساته السلبية التي تهدد مالي والمنطقة والعالم.
من جهته، يقود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، زيارة إلى إفريقيا لبحث أهم الملفات بالمنطقة بما في ذلك أزمة الساحل وتنامي ظاهرة الإرهاب في المنطقة.
وتحدّث بلينكن عن الأوضاع في مالي وبوركينا فاسو، باعثا رسالة هامة لحكومة باماكو.
وقال بلينكن في حوار مع صحيفة “جون أفريك”، إن استدعاء مالي لقوات أجنبية على غرار مرتزقة “فاغنر” الروسية يزيد من خطورة المشاكل هناك.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الأمريكية أن هذه الخطوة تولد العنف والتطرف والإرهاب، مذكّرا باستغلال الثروات الطبيعية الهامة هناك.
يذكر أن مساعدة قوات “فاغنر” لباماكو كان له دور في استقواء الأخيرة وشنّ تحركات في الشمال وتخليها عن “اتفاف الجزائر” الذي يربطها بحركات الأزواد.
ويتوافق الموقف الأمريكي مع رؤية الجزائر الرافضة لأي تدخل أجنبي في المنطقة.
في هذا الصدد، أكد رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الفريق أول السعيد شنقريحة، في وقت سابق، رفض الجزائر لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في منطقة الساحل والصحراء.
السعيد #شنقريحة جدد رفض #الجزائر لأي تدخل أجنبي في المنطقة.. إليك التفاصيل pic.twitter.com/u8vLfFEpIV
— أوراس | Awras (@AwrasMedia) April 4, 2023
وخلال اجتماع أمني بموسكو، أبرز السعيد شنقريحة، أن الأزمة في القارة الإفريقية أصبحت متفاوتة الشدة والتعقيد، ومتنوعة من حيث طبيعة مصادرها وفواعلها، حيث تزداد فيها الأزمة الداخلية إضافة إلى الحروب الأهلية والتدخلات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة وارتفاع حدة التنافس الإستراتيجي للقوى الكبرى على الموارد الطبيعية والمعدنية من أجل التموقع في القارة بما يتماشى مع أجندتها.
واعتبر شنقريحة، أن تدهور الأوضاع في منطقة الساحل ما هو إلا نتيجة مباشر للانعكاسات السلبية للأزمة الليبية والتدخلات الأجنبية في المنطقة.
ولمّح شنقريحة من خلال كلمته إلى خطورة التدخلات الأجنبية في القارة الإفريقية وانعكاساتها السلبية، مشدّدا رفض الجزائر لها.