“إرهاب متطور بأسلحة ذكية”.. عطاف يكشف التحولات الخطيرة في الساحل الإفريقي مريم بوطرة

“إرهاب متطور بأسلحة ذكية”.. عطاف يكشف التحولات الخطيرة في الساحل الإفريقي

أكد وزير الدولة وزيرالشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أن الإرهاب في القارة الإفريقية يشهد تطورًا خطيرًا من حيث التسليح والاستراتيجيات العسكرية.

وأوضح خلال كلمته في اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي حول مكافحة الإرهاب، أن القارة أصبحت بؤرة للإرهاب العالمي، حيث تتركز أكثر من 48% من الوفيات المرتبطة بالإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي.

وأشار عطاف إلى أن الإرهاب لم يعد يقتصر على مجموعات صغيرة، بل تحوّل إلى “جيوش إرهابية” بفعل الأعداد المتزايدة.

وأضاف أن القارة شهدت زيادة صادمة في الهجمات الإرهابية بنسبة 400% خلال العقد الماضي، مع ارتفاع الوفيات بنسبة 237%.

وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، سجلت إفريقيا أكثر من 3200 هجوم أودى بحياة أكثر من 13 ألف شخص.

وفي هذا السياق، أكد الوزير أن الإرهاب ينتشر من منطقة الساحل إلى أجزاء أخرى من إفريقيا، مثل وسطها وشرقها وجنوبها، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للسلم والأمن والتنمية في القارة.

“لا أقاليم آمنة”

وأوضح أن الجماعات الإرهابية أصبحت تسيطر على أكثر من 60% من الأقاليم الوطنية لبعض الدول، وتديرها كسلطات أمر واقع.

وأضاف عطاف أن هذه الجماعات طوّرت وسائل تمويلها، حيث لم تعد تعتمد فقط على الجرائم التقليدية مثل الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، بل لجأت إلى استخدام التكنولوجيا والابتكارات المالية، مما جعل تعقبها أمرًا بالغ الصعوبة.

وأبرز أن “مبادئ الجزائر التوجيهية”، التي اعتمدتها لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، تهدف إلى تسليط الضوء على هذه القضايا.

وشدد الوزير على أن الجزائر تواصل أداء دورها الريادي في مكافحة الإرهاب بصفتها منسقة الاتحاد الإفريقي في هذا المجال، بتكليف من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

ولفت إلى أن الجزائر بادرت بعقد الاجتماع الأخير لتحذير المجتمع الدولي من الوضع المتدهور في إفريقيا، مؤكداً أن هذا التهديد يتطلب نهجًا عالميًا جديدًا لدعمه وإيقاف انتشاره قبل فوات الأوان.

وذكر عطاف أن تجربة الجزائر المريرة والناجحة في مكافحة الإرهاب خلال تسعينيات القرن الماضي تجعلها تدرك طبيعة هذا الخطر.

وأكد أن البلاد نجحت في هزيمته بفضل مؤسساتها القوية ووحدة شعبها.

من حهة أخرى، دعا الوزير عطاف المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ودعم إفريقيا لتجنب آثار الإرهاب التي قد تمتد إلى العالم بأسره.

ووجه عطاف رسائل شدد فيها على ضرورة عدم تمكين الإرهاب من عرقلة مسار التنمية في إفريقيا.

ولفت إلى الحاجة إلى مقاربة شاملة تعالج أسباب الإرهاب وجوانبه المختلفة.

كما نوه بأهمية تعزيز القيادة الإفريقية بدعم من شراكات دولية فعالة لمواجهة هذا التحدي بشكل حاسم.

شاركنا رأيك