بعد تتويجه الثلاثاء، بجائزة “البوكر” العالمية للرواية العربية، عن نصه “الديوان الإسبرطي” يتحدث عبد الوهاب عيساوي في حوار مع “أوراس” عن هاجسه بعد “البوكر”، وشعوره بحصد أهم جائزة عربية، وهل كان يتوقع ذلك؟ كما يكشف الأسرار أو الأسباب التي جعلت لجنة التحكيم تتوج روايته بدلا من الروايات العربية الخمس التي تضمنتها القائمة القصيرة، منها رواية مواطنه سعيد خطيبي “حطب سراييفو”.
أنت أول جزائري يفوز بجائزة البوكر منذ تأسيسها..كيف تصف شعورك وفوزك بهذه الجائزة الهامة؟
هو شعور أي كاتب ينال أهم جائزة عربية للرواية، ولكنّه هذه المرة مختلف لأنه ليس لي وحدي، بل للرواية الجزائرية أيضا.
عندما وصلت القائمة القصيرة رفقة خمس كتاب عرب منهم مواطنك سعيد خطيبي، هل كنت تعتقد أنّك ستفوز بالجائزة؟
الأمر نسبي، بحكم أن كل الروايات في القائمة القصيرة لها المستوى نفسه، ويختلف بعضها عن بعض في الثيمات والتقنيات.
وسط إشادة النقاد، هل الجدل الذي خلفته رواية “الديوان الإسبرطي” على صعيد مضمونها وتناولها الجريء لفصل من فصول تاريخ الجزائر إبّان الفترة العثمانية وفق وجهات نظر متقاطعة ومختلفة هو ما عزز حظوظ الفوز لديك، بغض النظر عن الأسلوب الجميل والسلس في سرد الاحداث؟
لا أعتقد أنّ غلبة الموضوع فقط هي ما أهلّ الرواية، هناك تقنيات مختلفة استعملت في الكتابة التاريخية، تعودنا على الرواية التاريخية بالشكل تقليدي، وبنية مكررة، ورأت اللجنة أنّ الرواية قدمت شكلا مختلفا، وتوظيفات لم تعهدها كثيرا الرواية العربية. ككاتب لا أميل كثيرا إلى مبدأ الصدمة، أحب الكتابة الهادئة التي تطرح الأسئلة العميقة، وتجعل القارئ يُفكر أكثر، فالسؤال الهادئ والعميق هو الذي يبقى في العادة مع القارئ، على الأقل حسب وجهة نظري، وبالتالي فالرواية تضمنت أسئلة كثيرة قد يرى بعضهم أنها جرأة بينما لا أراها إلا محاولة للتفكير بصوت مكتوب.
توجت بجوائز مهمة مثل “كتارا”، “آسيا جبار”، “سعاد الصباح”، “البوكر”، ..هل تستهدف جائزة أخرى. بأهمية الجوائز التي نلتها أو أكثر.. مثلا (الغونكور، نوبل)؟
هاجسي الأكبر الآن هو كتابة رواية جيدة، مختلفة، رواية تحمل انسجاما عاليا بين الموضوع والشكل، تستنطق كل الأشياء التي حولها، تكتب العالم بتفاصيله، من يُطالعها يستنشق روائح عوالمها، وتتحول شخصوها إلى كائنات حقيقية تحاوره، أظن أنها رواية حلم، ولكن لا مناص من المحاولة.