نسخة ثالثة من برنامج “قسمة ونصيب” في الجزائر.. ما الحقيقة؟ إيمان مراح

نسخة ثالثة من برنامج “قسمة ونصيب” في الجزائر.. ما الحقيقة؟

انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، معلومات مفادها أنه ستُنتج نسخة جزائرية من برنامج تلفزيون الواقع الشهير “قسمة ونصيب”، الذي يشجّع الشباب على الدخول في “علاقات رومانسية” بهدف إيجاد “شريك حياتهم”.

وكما هو معروف فإنّ المجتمع الجزائري مجتمع مسلم محافظ لا يشجّع العلاقات في غير إطارها الديني والقانوني، فبثّ برنامج كهذا لاسيما وأنّه يعرض مشاهد مخلّة تخدش الأخلاق العامة والحياء، أمر غير منطقي بالنظر للمبادئ التي ترتكز عليها سلطة الضبط السمعي البصري.

برنامج ينتهك الأخلاق العامة

وللإشارة، فإنّ “قسمة ونصيب” يقوم على مشاركة 10 متسابقين من الإناث والذكور من مختلف الدول العربية في هذا البرنامج الذي تمّ تصويره في إحدى الجزر المعزولة بتركيا تحت مسمّى “جزيرة الحب”.

وتقوم فكرة البرنامج على منافسة بين المشتركين بخوض تحديات وألعاب وعروض ترفيهية تتخلّها مشاهد وُصفت بأنها “مشاهد دعارة” بين المشاركين، على أمل الفوز حيث يتحصل الثنائي الفائز على جائزة مالية قدرها 30 ألف دولار.

وجدير بالذكر، أنّ هذا البرنامج حصد مشاهدات كبيرة في نسخته الأولى والثانية، لينطلق الحديث عن النسخة الثالثة التي يروُج لها على أنه سيجري تصويرها في الجزائر.

وعلى إثر ذلك، تحرّت منصة أوراس عن الموضوع، لتجد أنّ مصدر هذه الشائعات هو مجموعة من الشباب الجزائريين إناث وذكور، الذين نشروا مقاطع فيديو تحاكي برنامج “قسمة ونصيب” على منصة “تيك توك”.

وحاول هؤلاء الشباب تقليد البرنامج الحقيقي، من خلال اللبس وأسلوب الكلام، فيما بدى التصوير في أحد البيوت المتواضعة، بينما تبدو طريقة التصوير غير احترافية ما يدلّ على أنّ هواة كانوا وراء هذا العمل.

لا مكان له في الجزائر

في هذا الإطار، تواصلت منصة أوراس مع المنتج والمخرج الجزائري محمد والي، الذي أكد أنّ برنامجا على شاكلة “قسمة ونصيب” لن يجد لنفسه محل في الدورة البرامجية لأي قناة أو منصة معتمدة تحتكم إلى أخلاقيات العمل الإعلامي في الجزائر.

وأوضح المتحدّث ذاته، أنّ هذا النوع من البرامج يُصادم قيم الأسر الجزائرية، قائلا “لا أعتقد أنّ أي وسيلة إعلامية تجرأ على عرض برامج تكون بمثابة الشوك للجزائريين خاصة وأن مفهوم الجرأة يختلف عن مفهوم الابتذال الذي يميز هذه البرامج”.

واستذكر والي، مواقف مشابهة في هذا الموضوع أين حاولت بعض القنوات الخاصة في الجزائر عرض مشاهد مخلّة، غير أنّها قوبلت بالتوقيف المباشر من طرف سلطة الضبط السمعي البصري.

وتحدّث المخرج عن قناة الأجواء، التي ارتكبت خطأ ببث مشاهد مخلة ما كلّفها توقيف البث نهائيا، قائلا “فما بالك أن يُعرض برنامجا كاملا للجزائريين خاصة أنه سيصطدم بالجمهور أولا وسلطة الضبط للسمعي البصري ثانيا “.

ولفت والي أيضا، إلى محاولات سابقة لبعض القنوات بكسر الطابوهات، من خلال تجربة برامج تشبه البرامج التونسية، غير أنها فشلت وأغلقت.

في هذا الصدد، أوضح المخرج أنّ هذا النوع من البرامج يُعرض عموما في ” السوق السوداء أين تنعدم الرقابة وينتعش منطق البزنس على حساب القيم المجتمعية” على حدّ تعبيره، مشيرا إلى منصات التواصل الاجتماعي على غرار تيك توك.

 

شاركنا رأيك