توفي أمس المجاهد والخطاط إبراهيم عزوز، عن عمر ناهز 90 سنة، ويعدّ الراحل أول من خط القرآن الكريم على شاشة التلفزيون الجزائري بعد الاستقلال.
ابن مدينة الأغواط عام 1931، التحق بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة وتعلم على يدي الأخوين الفنانين محمد وعمر راسم في الزخرفة والمنمنمات، وطوال هذه المدة اشتغل خطاطا ومخرجا لأفيشات المسرحيات بالمسرح الوطني، الذي كان يديره الفنان محيي الدين بشطارزي.
سنة 1953 التحق بجامع الأزهر وكان زميلا للرئيس الراحل هواري بومدين، وإلى جانب دراسته بالأزهر دخل مدرسة تحسين الخطوط الملكية التي أسسها الملك فاروق، ومنها تحصل على ديبلوم الخط العربي بعد دراسة دامت 04 سنوات.
بداية سنة 1957 اتصل الكولونيل عمران بالطلبة الجزائريين بالأزهر عارضا عليهم فكرة الالتحاق بالثورة التحريرية، فلبى إبراهيم عزوز نداء الواجب وعاد إلى أرض الوطن برفقة ثلة من الطلبة ملتحقين بالقاعدة الشرقية.
وبعد حدوث فتنة القاعدة الشرقية، وتحديدا سنة 1958 التحق بوزارة الاستعلامات التي كان يديرها عبد الحفيظ بوالصوف بمنطقة الكاف بتونس.
وفي سنة 1962 غداة الاستقلال طلب منه الأستاذ محمد الميلي الالتحاق بجريدة الشعب ليعمل خطاطا، فقبل طلبه واشتغل هناك سنة كاملة، ثم طلب منه عبد القادر نور وهو أول رئيس تحرير للإذاعة والتلفزيون الجزائري الالتحاق بهذه المؤسسة، فلبى الطلب وانتسبت إليها في 07 نوفمبر 1962 شاغلا منصب خطاط.
ويعد الأستاذ إبراهيم عزوز، واضع علامة التلفزيون الجزائري بالعربية التي تظهر على الشاشة إلى جانب الفنان محيي الدين بن طير الذي خطط كلمة RTA بالفرنسية فقط.
وذكر، إبراهيم عزوز في حوار سابق مع جريدة الشروق، أنه كان يخط المصحف المتلو على الشاشة، وكذا جينيريك الحصص والأفلام والمسلسلات والمنوعات، هذا بالإضافة إلى الخرائط البيانية لنشرات الأخبار.
كان الأستاذ إبراهيم عزوز أول من أنشأ فقرة الأحول الجوية في التلفزيون الجزائري إلى جانب محمد ڤندوز، بعد أن كانت تابعة لوزارة النقل آنذاك، وكان يستعمل وسائل يدوية بيانية بسيطة، وكان مقدما استمر في مهمته من أواخر السبعينيات إلى غاية 1986.