ألغى عميد جامعة باتنة لقاء للروائي سمير قسيمي كان مبرمجا يوم 10 أكتوبر مع طلبة الجامعة بسبب ما سماه “مواقفه السياسية” من السلطة، رافضا استقبال الكاتب وروايته الأخيرة “سلالم ترولار”، على اعتبار أنها “حدث سياسي” يرفض أن تكون جامعته منبرا لها.
وقال الروائي سمير قسيمي في تصريحه لأوراس: “أقدم اعتذاري الخالص للطلبة، على أمل أن أكتب المرة القادمة كتابا في الحب، للحمق أهله أيضا.”
واعتبر صاحب “هلابيل” أن الأمر محزن، لاستمرار إصرار السلطة السياسية والدينية والاجتماعية في اضطهاد الفكر وحرية التعبير، ووصف ما تظهره هذه السلطات من قبولها بالرأي الآخر بـ “النفاق”، مضيفا: “إنها حياة بائسة أن يضطر الكاتب إلى الاختيار بين المر والأكثر مرارة، وبين الموت عزلة أو العيش تحت وطأة الخوف بكل أنواعه.. خوف من الإرهاب المتدين باسم الدين، وخوف من الإرهاب السياسي والفكري الذي تمارسه السلطة، وخوف من الإرهاب الاجتماعي المستمد قوته باسم عادات قبلية بدائية.”
ويعتقد قسيمي أنه كان مخطئا عندما اعتقد أن عقلية “البايلك” انتهت مع الحراك الذي عاشته الجزائر منذ 22 فيفري، خاصة محاولات اضطهاد الفكر ومحاصرة الأفكار، مضيفا: “اعتقدت واهما أن تلك العقيدة التي تبناها رجال من السلطة في أن مناصبهم تمنحهم الحق المطلق في التصرف في مؤسسات هي ملك للشعب، عقيدة اضمحلت وإلى الأبد، ولكنني أواجه رفض عميد جامعة باتنة حضوري للقاء طلبة الجامعة وتقديم روايتي سلالم ترولار بالمناسبة، بسبب ما أطلق عليه “مواقفي تجاه السلطة السياسية” وأيضا بسبب طبيعة روايتي الأخيرة.”
للإشارة فإن الرواية الجديدة “سلالم ترولار” لسمير قسيمي تسرد بأسلوب جريء وصادم الواقع السياسي الجزائري، وقد استشرف الروائي الأحداث التي تعيشها الجزائر وتنبأ بحدوث ثورة ضد الأوضاع السياسية والاجتماعية.
فيصل شيباني