عبر حزب العمال، اليوم الإثنين عن قلقه الشديد إثر “الإنزلاقات ذات الخطورة القصوى التي قام بها سفير المملكة المغربية في قمة دول عدم الانحياز، ووصف الحزب هذا الفعل بالخطوة العدوانية التي تستهدف وحدة وتكامل الجزائر.
وربط حزب العمال في بيان نشره عبر صفحته الرسمية فيسبوك، “هذه الهجمة العنيفة” بالاضطرابات السياسية والاجتماعية التي تشهدها عديد البلدان الإفريقية، خاصة وأن “الكيان الصهيوني يعمل منذ سنوات على الاختراق الإفريقي”.
واعتبر الحزب اليساري المعارض، هذه الخطوة التي جاءت بعد عودة العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني، تهديد حقيقي على أمن المنطقة المغاريبية، وعلى تكامل وأمن كل شعوب منطقة المغرب العربي، وهو ما يتطابق وفقا للبيان ذاته، مع مخطط الشرق الأوسط الكبير الأمريكي لسنة 2002 الرامي لتمزيق الأوطان من الفيليبين إلى موريتانيا على أسس دينية وعرقية أو طائفية يتم توظيفها أو فبركتها، مشيرا إلى أن المغرب معني بهذا التمزيق أيضا.
وجاء في البيان ذاته، أن حزب العمال لن يبرر المغامرة التي بادر بها الدبلوماسي المغربي بالخلاف بين الدولتين حول ملف الصحراء الغربية.
وأكد حزب العمال، أن الشعب الجزائري واحد بمكونين لغويين، قوي وموحد بفضل الانتصارات التي انتزعها بنضاله وتضحياته من أجل تصويب الإنكارات فيما يخص مسألتي الهوية واللغة.
وعملا بالتقاليد التي رسخها حزب شمال إفريقيا، يرى الحزب أن الأولوية التي على الجزائر أخذها بعين الإعتبار في الوقت الحالي هي تحصين الأمة الجزائرية وتقوية جبهتها الداخلية، وذلك من خلال الإستجابة الفورية لمطالب الشباب البطالين، والساكنة المنتفضة بسبب انقطاع الماء الشروب وغياب أدنى شروط التنمية وتحسين القدرة الشرائية “المنهارة” لوقف “السقوط الجهنمي لأغلبية الشعب”، وإطلاق سراح “كل سجناء الرأي” دون شرط ووضع حد “لقمع الحريات الديموقراطية”وترسيخ “استقلالية القضاء”.
ويذكر أن السفير المغربي لدى الأمم المتحدة قام بتوزيع مذكرة رسمية في اجتماع حركة عدم الانحياز تتضمن مساندة الرباط بشكل رسمي لاستقلال منطقة القبائل.
وجاء في المذكرة دعم صريح لما يزعم المغرب أنه “حق تقرير المصير للشعب القبائلي”.
وأدانت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، هذا السلوك الدبلوماسي الذي اعتبرته سلوكا مغامرا وغير مسؤول.
واستدعت الجزائر يوم أمس السفير الجزائري في العاصمة المغربية، للتشاور نظرا لغياب أي صدى إيجابي ومناسب من قبل دولة المغرب.