شهدت مسابقة التوظيف الوطنية لبريد الجزائر، والتي كانت مقررة اليوم السبت، اضطرابًا كبيرًا بعد خلل تقني ضرب المنصة الرقمية الخاصة بالامتحان، ما أدى إلى تأجيله إلى موعد لاحق، وإعفاء مسؤولين كبار من مهامهم.
هذا الخلل، الذي أثار موجة من الغضب والاستياء على مواقع التواصل، دفع وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، إلى اتخاذ قرارات حاسمة، تمثلت في إنهاء مهام ثلاثة مسؤولين كبار يشرفون مباشرة على تنظيم المسابقة.
وشملت الإقالات كلّ من مدير عام مجتمع المعلومات بالوزارة ومسؤول الأمن المعلوماتي بالوزارة وكذا مدير نظم المعلومات بمؤسسة بريد الجزائر.
ووفق بيان الوزارة، تم فتح تحقيق معمق لتحديد ملابسات الخلل وضمان محاسبة كل من ثبت تقصيره، وسط تأكيدات على ضرورة الشفافية في سير العملية.
للإشارة، فإنّ المنصة الإلكترونية التي تم اعتمادها لأول مرة من طرف الوزارة في مسابقة التوظيف والتي تعتمد على نظام الأسئلة متعددة الاختيارات (QCM)، شهدت خللاً تقنياً حال دون السير العادي للاختبار وأثار موجة استياء لدى المترشحين.
وعلى إثر ذلك طمأنت بريد الجزائر كل المترشحين بأن المسابقة أجلت إلى تاريخ لاحق، مباشرة بعد امتحانات شهادة البكالوريا، في ظروف شفافة ومحكمة تضمن مبدأ تكافؤ الفرص للجميع، وتُكرّس التوجه نحو رقمنة الخدمات العمومية بكل مهنية وصرامة، وفق ما جاء في البيان.
للإشارة، فإنّه كان من المقرر أن يجتاز اليوم السبت، أكثر من 181 ألف مترشح، امتحان مسابقة التوظيف الوطنية لبريد الجزائر، لشغل 489 منصب عمل تتمثل في عون خدمة وساعي وسائق وغيرها من المناصب، غير أنّ الخلل التقني في المنصة عرقل العملية، لتوضح الوزارة بأنّ فرقها التقنية سجّلت ارتفاعا غير اعتيادي في عدد الولوجات المتزامنة للمنصة الرقمية.
ويذكر، أنّ الوزارة كانت قد أطلقت هذه المسابقة في جانفي 2025 وأوضحت أنها تمر بمرحلتين، حيث تتعلق المرحلة الأولى بامتحان رقمي ينظم في 31 ماي على مستوى المراكز المحددة في الاستدعاء المرسل للمترشحين.
وتتعلق المرحلة الثانية، بمقابلة مع لجنة الانتقاء (تبرمج لاحقا)، مخصّصة للمترشحين المقبولين في المرحلة الأولى، وذلك استنادًا إلى النتائج المتحصل عليها في الامتحان الرقمي، وعدد المناصب المفتوحة في ولاياتهم.