مصدر رسمي لأوراس.. لهذه الأسباب لم يغط التلفزيون الجزائري بطولة كأس العرب

أثار غياب التلفزيون العمومي الجزائري عن تغطية بطولة كأس العرب “فيفا” قطر 2021 من الدوحة، علامات استفهام لدى كثير من المتابعين، لا سيما في ظل التألق اللافت للمنتخب الجزائري وبلوغه المشهد النهائي للمسابقة الإقليمية.

ويبدو أن المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري لم تعد قادرة -حسب مراقبين- على تغطية الأحداث الكبرى في المدة الأخيرة، على غرار الألعاب الأولمبية السابقة بطوكيو ثم فعاليات البطولة العربية بقطر.

ولم يوفق التلفزيون العمومي أيضا في الحصول على حقوق نقل المباراة النهائية بين شبيبة القبائل والرجاء البيضاوي في كأس الكونفدرالية الأفريقية.

وقالت المؤسسة وقتها، في بيان لها، إن عدم نقل النهائي جاء “بسبب الأسعار التي لا علاقة لها بمنطق العرض والطلب.. رغم مفاوضات ومحاولات مالية وبذل جهود مضنية لاقتناء الحقوق”.

وهذه مؤشرات توحي باحتمال حرمان الجمهور الجزائري من متابعة مباريات المنتخب الوطني في بطولة كأس أمم أفريقيا القادمة بالكاميرون عبر شاشة مؤسسة التلفزيون الجزائري.

مبررات التلفزيون الجزائري

وبرّرت مصادر مطلعة من التلفزيون العمومي -رفضت ذكر اسمها- في تصريح لمنصة أوراس، غياب التلفزيون العمومي عن تغطية بطولة كأس العرب يرجع بالأساس لعدم امتلاكه حقوق بث الصور والتصريحات المرتبطة بالفاعلين في البطولة.

وأوضحت المصادر ذاتها أن إدارة التلفزيون العمومي قامت بخطوات للتفاوض من أجل نقل فعاليات البطولة، إلا أنها اصطدمت بعوائق من الجهات المالكة للحقوق التي اشترطت مبالغ مالية ضخمة.

وأضافت أن “بعض التلفزيونات الجزائرية الخاصة سجلت حضورها في قطر لتغطية البطولة باسم الجريدة التي تحمل نفس الاسم، بخلاف التلفزيون الرسمي المطالب بالحصول على اعتماد من أجل التنقل للتغطية”.

ولا يسمح أصحاب الحقوق للتلفزيون الجزائري بنقل المؤتمرات الصحفية والحصص التدريبية لكتيبة المدرب مجيد بوقرة أو أي عمل صحفي مشابه ينجز في بطولة كأس العرب، حسب المصدر.

ورغم الصعوبات، حاول المشرفون على القسم الرياضي في التلفزيون الجزائري التدارك، بإجراء حوارات حصرية مع رئيس الاتحاد الجزائري شرف الدين عمارة، ومدرب المنتخب مجيد بوقرة، إلى جانب نقل انطباعات المشجعين الجزائريين من أبناء الجالية في قطر.

سياسة ترشيد النفقات

وتقول مصادر أخرى من داخل التلفزيون العمومي لأوراس “إدارة التلفزيون العمومي ارتأت، بعد اصطدامها بالمطالب المالية الضخمة، عدم المغامرة بصرف أموال الشعب من أجل بطولة لا نعلم كيف سيكون مشوار المنتخب الوطني فيها، لا سيما أنها منقولة على قنوات عالمية غير مشفرة”.

وبرّرت المصادر غياب التلفزيون العمومي مؤخرا عن تغطية الأحداث الكبرى، ومن بينها ألعاب طوكيو، بالقول: “في ألعاب طوكيو كان الغياب لدواع صحية مرتبطة بجائحة كورونا من جهة، وللشروط المالية التعجيزية التي تطلبها الجهات المالكة للحقوق”.

وقد تكون السياسة التي يتنهجها المدير العام الجديد للتلفزيون الجزائري شعبان لوناكل، التي ترتكز على ترشيد النفقات، أحد الأسباب وراء عدم نقل الأحداث الكبرى التي تكون الجزائر طرفا فيها.

لا ضمانات بشأن نقل “كان 2021”

وبشأن بطولة كأس أمم أفريقيا القادمة، أكد المصدر دخول إدارة التلفزيون العمومي في مفاوضات مع الجهات المالكة، لكن الأخيرة “تفرض أموالا مالية ضخمة يستحيل دفعها”.

وقبل أيام قليلة من موعد انطلاق بطولة كأس أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون، ما يزال التلفزيون العمومي في مفاوضات للظفر بالحقوق، وتحوم الشكوك حول نجاحه في نقل مباريات المحفل القاري.

40 مليار لنقل تصفيات المونديال

يذكر أن الرئيس عبد المجيد تبون وقع مرسوما رئاسيا يقضي بتخصيص ميزانية للتلفزيون الجزائري تسمح بضمان بث جميع مباريات “محاربي الصحراء” خلال تصفيات كأس العالم “قطر 2022”.

وخص تبون مؤسسة التلفزيون بمبلغ يصل لـ40 مليار سنتيم (حوالي 3 ملايين دولار)، من أجل السماح للجمهور الجزائري بمتابعة مباريات أبطال أفريقيا خلال مشوارهم في تصفيات مونديال قطر.

• التلفزيون الجزائري
• كأس العرب