واردات الجزائر من الألواح الشمسية الصينية ترتفع.. ما السبب؟ مريم بوطرة

واردات الجزائر من الألواح الشمسية الصينية ترتفع.. ما السبب؟

تسعى الجزائر إلى إعادة تشكيل قطاع الطاقة في القارة الإفريقية من خلال مشاريع طموحة تهدف إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة الشمسية.

وفي هذا الإطار، شهد عام 2024 تدشين محطات للطاقة الشمسية عدة ضمن برنامج 3 آلاف ميغاواط الذي تشرف عليه شركة سونلغاز.

قفزة في استيراد الألواح الشمسية

وحسب تقرير منصة “الطاقة”، فقد أدى تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة الشمسية في الجزائر إلى ارتفاع ملحوظ في واردات الألواح الشمسية الصينية.

كما توقعت وحدة أبحاث المنصة أن تسهم المحطات الجديدة في زيادة القدرة المركبة للطاقة الشمسية، التي بلغت 0.5 غيغاواط في عام 2023، دون تغيير كبير عن السنوات السابقة.

وفي سياق متصل، أفادت البيانات بأن واردات الجزائر من الألواح الشمسية الصينية سجلت ارتفاعًا كبيرًا خلال الربع الأخير من عام 2024، حيث بلغت 0.34 غيغاواط، وذلك بالتزامن مع تدشين 4 مشروعات جديدة.

حجم الواردات خلال أشهر السنة

واستوردت الجزائر الألواح الشمسية الصينية خلال 5 أشهر من عام 2024، حيث توزعت الواردات على النحو التالي:

  • فيفري: 0.01 غيغاواط
  • أوت: 0.01 غيغاواط
  • أكتوبر: 0.04 غيغاواط
  • نوفمبر: 0.10 غيغاواط
  • ديسمبر: 0.20 غيغاواط

وتشير الأرقام إلى أن شهر ديسمبر شهد أعلى معدل شهري في استيراد الألواح الشمسية بسعة 0.20 غيغاواط، وفق بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة “إمبر”.

بينما سجل شهرا فيفري وأوت أقل معدل، إذ لم تتجاوز الواردات فيهما 0.01 غيغاواط لكل منهما.

وتوضح البيانات أن أعلى الواردات سُجلت خلال شهري نوفمبر وديسمبر، تزامنًا مع تسريع تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في الجزائر، وهو ما يعكس توجه البلاد نحو تعزيز قدراتها الإنتاجية في مجال الطاقات المتجددة.

مشاريع سونلغاز لتعزيز الطاقة الشمسية

وفي هذا السياق، كانت شركة سونلغاز قد وقّعت العام الماضي اتفاقيات لإنشاء 20 محطة طاقة شمسية، موزعة على مناقصتين، شملت الأولى 15 محطة في 12 ولاية بسعة إجمالية 2 غيغاواط، مع قدرة تتراوح بين 80 و220 ميغاواط لكل محطة.

أما المناقصة الثانية، فقد تضمنت مشروع “سولار 1000″، الذي يشمل 5 محطات موزعة على 5 ولايات، بسعة إجمالية 1 غيغاواط، مع قدرة تتراوح بين 50 و300 ميغاواط لكل محطة.

وأفادت تقارير بأن القارة الإفريقية تستعد لإطلاق 7 مشروعات كبرى للطاقة المتجددة خلال عام 2025.

من بينها مشروع محطة الطاقة الشمسية “تافوكا 1” في الجزائر، الذي يُعدّ من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في القارة.

ويمثل مشروع “تافوكا 1″، الذي تبلغ تكلفته 3.6 مليارات دولار، نقلة نوعية في قطاع الطاقة، حيث يُنفَّذ على خمس مراحل بسعة إجمالية تصل إلى 4 غيغاواط، ممتدًا على مساحة 6400 هكتار موزعة على عشر ولايات جزائرية.

ومن المتوقع أن يوفر المشروع 56 ألف وظيفة خلال مرحلة البناء، إضافة إلى ألفي وظيفة عند التشغيل، مما يعزز الإنتاجية الطاقوية للجزائر ويرفع سعتها المركبة إلى 2.9 غيغاواط بحلول 2025.

تعزيز التعاون الجزائري الصيني في الطاقة الشمسية

وفي سياق متصل، ناقشت الجزائر ممثلة في وزارة مع شركة “لونجي” الصينية سبل تعزيز التعاون في تطوير الطاقات المتجددة.

واتفقا على توسيع نطاق الشراكة ودراسة جدوى توطين صناعة الألواح والخلايا الشمسية في الجزائر.

وتُعد شركة “لونجي” من أبرز الشركات العالمية في تصنيع الألواح الشمسية، حيث تأسست عام 2000 ويقع مقرها في مدينة شيان بالصين، مما يجعلها شريكًا رئيسيًا في دعم استراتيجية الجزائر للتحول الطاقوي.

شاركنا رأيك