أثار تصريح القيادي في حركة حماس، خليل الحية، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن وجّه شكره في آخر خطاب له إلى الدول التي أدّت دور الوساطة في اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا بشكل خاص إلى مصر وقطر وتركيا، إضافة إلى اليمن ولبنان وإيران التي قال إنها “شاركت المقاومة الدم والمعركة”.
إلا أن غياب ذكر الجزائر، رغم حضورها الدبلوماسي البارز في الدفاع عن القضية الفلسطينية، أثار موجة من ردود الفعل، خصوصًا أن السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع كان من أكثر الأصوات الداعمة لفلسطين في المحافل الدولية، مذكّرًا العالم بجرائم الاحتلال وحقّ الشعب الفلسطيني في المقاومة والتحرر.
موقف الجزائر ثابت ومبدئي
أثار الجدل الذي أعقب تصريح خليل الحية، القيادي في حركة حماس، حول شكر الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار، موجة من الردود في الجزائر، بين من رأى في التصريح تجاهلًا لدور الجزائر الداعم تاريخيًا للقضية الفلسطينية، ومن دعا إلى عدم الانجرار وراء التأويلات السياسية والإعلامية التي تحاول استغلال الموقف.
وفي هذا السياق، قال الوزير الأسبق محيي الدين عميمور إن من انتقدوا تصريح الحية “لم يفعلوا ذلك حبًا في الجزائر، وإنما كرهًا لكل ما هو عربي”، مضيفًا أن “الجزائر لم تكن يومًا وسيطًا بين المجرم والضحية حتى تُشكر مع الوسطاء”.
وشدّد عميمور على أن الموقف الجزائري تجاه فلسطين ثابت ومبدئي، وأن الجزائر لا تنتظر من أحد اعترافًا أو شكرًا على مواقفها التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية.
دعوات لتجاوز الحساسية الوطنية
اعتبر عدد من المعلقين أن الجدل المثار “انعكاس لحساسية مفرطة في التعبير عن الوطنية”، مؤكدين أن خليل الحية “تحدث في سياق محدد ووجّه شكره للوسطاء فقط، ولم يكن بصدد تقديم بيان شامل لكل الأطراف الداعمة”.
ووصف الصحافي الجزائري عثمان لحياني الضجة بأنها “مزايدة وقبح سياسي وأخلاقي”، موضحًا أن “المقاومة الفلسطينية تُقدّر عاليًا موقف الجزائر على المستويين السياسي والميداني”.
وأشار إلى أن الشهيد يحيى السنوار كان قد “خص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون برسالة لم يرسل مثلها إلى أي رئيس آخر”، مؤكدًا أن “الجزائر ليست وسيطة ولن تكون، لأن موقفها التاريخي لا يسمح لها بأن تكون كذلك”.
وأكد المحامي توفيق هيشور أن “الجزائر لا تحتاج إلى ذكرٍ أو شكرٍ، فمكانتها محفوظة بالفعل والموقف”، وأن “الوطن الحقيقي لا يطلب الشكر، بل يكتفي بشرف الموقف”.
تأكيد على دعم الجزائر الدائم
أكد ممثل حركة حماس في الجزائر، يوسف حمدان، في تصريح للإذاعة الدولية، أن “الشكر الذي قدّمه خليل الحية كان موجها فقط للوسطاء الذين شاركوا فعليًا في المفاوضات”، مشددًا على أن “موقف الجزائر من القضية الفلسطينية ثابت وأصيل”.
وفي سياق متصل، عبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن “تقديره العميق لمواقف الجزائر الشجاعة والداعمة للشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أن “الجزائر قيادةً وحكومةً وشعبًا تقف دومًا إلى جانب فلسطين في كل المحافل الدولية”.









لا يوجد تعليقات بعد! كن أول المعلّقين