فريدة شراد
جددت مجلة الجيش تأكيدها على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية شفافة في اقرب الآجال من أجل إخراج البلاد الوضع السياسي المتأزم الذي تمر به منذ 22 فيفري المنصرم، مؤكدا أن هذا المبدأ لن يحيد عليه الجيش.
وأكدت مجلة الجيش إصرار القيادة العسكرية على اصطفاف الجيش إلى جانب الشعب وإحداث التغيير المنشود وتشجيع الحوار العقلاني النزيه.
وجاء في افتتاحية مجلة الجيش لسان حال المؤسسة العسكرية في عددها الأخير 674 الصادر، اليوم الثلاثاء، أن “المرحلة التي تمر بها البلاد تتطلب ترجيح الشرعية الدستورية من خلال تنظيم انتخابات رئاسية في اقرب الآجال يتمخض عنها انتخاب رئيس جمهورية مُراده خدمة البلاد والعباد بكل إخلاص وصدق بعيدا عن كل المهاترات والمزايدات ومحاولة فرض الشروط التعجيزية والإملاءات المسبقة والترويج لأفكار استعمارية بائدة لفضها التاريخ ورفضها الشعب”.
وجددت المؤسسة العسكرية اتهامها لجهات لم تحددها، بمحاولة تعكير صفو مسار الحوار، بالترويج لمراحل انتقالية للوقوع في فخ الفراغ الدستوري، ومحاولة تغليط الرأي العام داخليا وخارجيا بأفكار مشوهة ومسمومة، مستغلة في ذلك آمال وطموحات ومطالب الشعب المشروعة، واكتفت المجلة بتسميتهم بـ “الأذناب”.
وذكرت مجلة الجيش أن هؤلاء يجهلون عهد الإملاءات، وصناعة الرؤساء قد ولى بلا رجعة، وهو ما أكده الفريق قايد صالح بأنه لا تزال بعض الأصوات الناعقة المعروفة بنواياها الخبيثة، والتي باعت ضمائرها لتخدم مصالح العصابة ومصالح أسيادها.
وأكد ذات المصدر أنها تعمل بكل الوسائل المتاحة على عرقلة عمل الهيئة الوطنية للحوار والوساطة، لاسيما من خلال محاولة فرض شروط تعجيزية وإملاءات مرفوضة جملة وتفصيلا، على غرار الترويج لفكرة التفاوض بدل الحوار والتعيين بدل الانتخاب .
وأشارت مجلة الجيش إلى مخططات وتحركات العصابة وأذنابها التي بدأت تنكشف على حقيقتها، وأضافت “لدينا معلومات مؤكدة حول تورطها وسنكشف عنها في الوقت المناسب”، كاشفة أن أفراد هذه العصابة لم يتجرعوا هزائمهم المتكررة وفشلهم الذريع بالمتاجرة والالتفاف على مطالب الشعب، فهذا الأخير بكل مكوناته كشف العصابة وأذنابها ولقنها درسا في الإخلاص والوطنية من خلال رفضه لمقترحاتها المشبوهة ٠٠٠وأفكارها المسمومة.
وذكرت مجلة الجيش أن “هؤلاء الأذناب ومن على شاكلتهم يتحاملون على المؤسسة العسكرية ويشككون في نواياها ومجهوداتها، من خلال بعض الأقلام المأجورة، والقنوات المشبوهة، والأحزاب المرفوضة شعبيا، التي لا هم لها سوى الانتقاد والعويل والعمل على تحقيق مصالح ذاتية على حساب المصلحة العليا للوطن”.
وأشارت المجلة “أنهم يشككون في الجيش الوطني الشعبي وفي الهيئة الوطنية للوساطة والحوار وفي الشعارات التي يرفعها الشعب في مختلف المسيرات السلمية وفي جهاز العدالة الذي يعمل ليل نهار على تطبيق القانون بحذافيره ضد المفسدين، من خلال معالجة كافة الملفات دون استثناء، مشيدة بالجهود التي يبذلها في مكافحة آفة الفساد، ومجددة تعهد الجيش على مرافقته وتقديم كافة الضمانات الكافية لأداء مهامه النبيلة بعيدا عن أي شكل من أشكال الضغوطات”.
كما جددت المجلة تأكيدها على أن الشعب الجزائري بكل مكوناته ملتف حول الجيش الوطني الشعبي ومقاربته المبنية على الحوار العقلاني بدون إقصاء في إطار الشرعية الدستورية للخروج من الأزمة.
وشددت افتتاحية مجلة الجيش على أن العدالة وبعد استرجاعها لكافة صلاحياتها وحريتها ودورها الحقيقي، ستواصل تطبيق القانون ضد الفاسدين والمتورطين ومكافحة الفساد بشتى أنواعه، وفي كافة المجالات والمستويات، مؤكدة أن الجيش الوطني الشعبي سيواصل تعهده بمرافقة عملها وتوفير المناخ المناسب لمواصلة جهودها وأداء مهامها النبيلة بعيدا عن الضغوطات مهما كان مصدرها.
من جانب آخر أكدت مجلة الجيش على ثبات مواقف الجيش الوطني الشعبي من خلال “تعهده وإصراره على مرافقة الشعب ومؤسسات الدولة ومسار الحوار، لأنه السبيل الأوحد والأمثل للحفاظ على أمن الجزائر واستقرارها وصيانة سيادتها وضمان بناء جزائر الغد، كما أرادها شرفاء نوفمبر الأغر، والتي حتما لا مكان فيها لأولئك الذي باعوا ضمائرهم وخانوا أمانة الشهداء الأبرار”.