الرئيس تبون يطلق رصاصة الرحمة على “ألجكس”.. ما الأسباب وهل تنجح البدائل؟ أميرة خاتو

الرئيس تبون يطلق رصاصة الرحمة على “ألجكس”.. ما الأسباب وهل تنجح البدائل؟

  • انسخ الرابط المختص

أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال اللقاء الثاني الذي جمعه بالمتعاملين الاقتصاديين، نهاية عهد “ألجكس”.

وأمر رئيس الجمهورية، الحكومة بخلق مؤسستين الأولى لتنظيم الاستيراد والثانية لتنظيم التصدير قبل نهاية شهر ماي.

وقال: “في وجود ألجكس وديناصوراتها، حققت الجزائر معجزة تصدير 7 ملايير دولار خارج المحروقات، لكننا سجلنا بعض التراجع لظروف موضوعية”.

20 سنة من التأسيس

 تعد الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية (ألجكس) مؤسسة عمومية ذات طابع إداري، وتأسست عام 2004.

وتأسست الوكالة كأداة عمومية لترقية وتنمية الصادرات خارج المحروقات من أجل دعم المجهودات المبذولة من طرف الشركات وذلك بوضع السياسات والاستراتيجيات العمومية من أجل ترقية وتنمية الصادرات خارج قطاع المحروقات .

وتعتمد “ألجكس”، على توسيع المبادلات التجارية والاندماج الدولي، كما تعمل تلعب دور الوسيط بين مؤسسات الدولة و المصدرين الجزائريين.

لماذا أنهى الرئيس عهد “ألجكس”؟

انتقد الرئيس تبون، الوكالة الوطنية للتصدير، مشيرا إلى عدم أدائها الدور المنوط بها.

في هذا الصدد، يرى نائب رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط، في المجلس الشعبي الوطني، القريشي كمال، أن للقرار عدة خلفيات سياسية واقتصادية.

وأبرز القريشي كمال في تصريح خصّ به منصة “أوراس”، أن “ألجكس”، من الناحية الاقتصادية، عجزت عن مواكبة الديناميكية الجديدة للقطاع الاقتصادي، وبقيت حبيسة بيروقراطية عرقلت مصالح المصدرين.

وتابع: “إلى جانب ضعف فعاليتها في دعم الصادرات غير النفطية، وعدم قدرتها على مواكبة التحول الرقمي ومطالب التنافسية الدولية”.

ومن بين الأسباب ذكر، محدّثنا، تحوّل دور هذه الوكالة من آلية مرافقة إلى عبء إداري، زاد من نفور المستثمرين المحليين والأجانب.

أما سياسيا، فأوضح القريشي، أن القرار يحمل رمزية قوية لطيّ صفحة من الفساد وسوء التسيير.

وأَضاف: “حيث ربط الرئيس تبون “ألجكس” بمرحلة اختلاسات وممارسات شوهت سمعة الاقتصاد الوطني”.

وأكد النائب البرلماني ذاته، أن القرار يعكس توجّه الدولة نحو تطهير البيئة الاستثمارية، وتكريس الشفافية، وإعادة بناء الثقة بين الفاعلين الاقتصاديين ومؤسسات الدولة.

من جهته، أبرز الخبير الاقتصادي رضا عمراني، أن “ألجكس” موجودة منذ أزيد من 20 سنة، وكان التصدير في عهدها “نائما” باستثناء المحروقات.

وأوضح محدثنا أن هذه الوكالة، لا فائدة تُرجى منها، بل هي تُعرق وتُنقص من حجم التصدير بدل التطوير والتسهيل.

وخلص رضا عمراني الذي شغل منصب خبير لدى البنك الدولي في الجزائر وأجرى دراسات سابقة على وكالة “ألجكس” إلى أنه طيلة العشرين سنة لم تُقدم شيئا، والبيروقراطية من أسباب فشل هذه المؤسسة.

وأضاف: “كان يجب على هذه المؤسسة تطوير عملها وفتح مكاتب في وخلق تعاونيات للتصدير، فالتصدير يحتاج إلى ناس في الخارج لمساعدة المصدرين الجزائريين”.

وتابع: “ألجكس لم تقدم أي شيء من هذا القبيل، جميع الدول لديها تعاونيات في الخارج ونحن لا نملكها فكيف سنتمكن من التصدير”.

الحرية بدل البيروقراطية

لم تُخفِ الجزائر طموحاتها الكبيرة في القطاع الاقتصادي من خلال تعزيز التصدير وغزو الأسواق الخارجية.

ويقول الخبير الاقتصادي رضا عمراني، في اتصال مع “أوراس”، إن التصدير يحتاج إلى عمل وتكوين وكذا معرفة الأسواق بالإضافة إلى الإنتاج والخدمات لتنافس بها الخارج وتتمكن من بيعها.

ويضيف: “وهذا يستلزم منح الحرية للفاعلين الاقتصاديين وكذا السرعة، فالسرعة شيء أساسي لنجاح عملية التصدير”.

وتابع: “فمن يصل الأول إلى السوق هو من سيتمكن من البيع”.

وأشار محدّثنا إلى سلبيات البيروقراطية والعمل الإداري في عرقلة التصدير.

نحو نموذج جديد للنجاعة الاقتصادية؟

أعلن الرئيس عبد المجيد تبون، استحداث مؤسستين جديدتين تُعنى بتنظيم التصدير والاستيراد.

في هذا الصدد، أبرز نائب رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط، في المجلس الشعبي الوطني، القريشي كمال، أن تمكين هذه المؤسسات من تحقيق نجاعة وفعالية حقيقية، يتطلب توفير الخصائص التالية:

  • الحوكمة الرشيدة: من خلال نظام رقابي شفاف، ومؤشرات أداء قابلة للقياس، وتقارير دورية.
  • الرقمنة الشاملة: عبر منصات إلكترونية موحدة ومتكاملة تُبسّط الإجراءات وتحدّ من التلاعب.
  • المرونة واللامركزية: تمكين الممثليات الجهوية والدبلوماسية الاقتصادية من صلاحيات حقيقية.
  • دعم الشباب والمؤسسات الناشئة: باعتبارها القاطرة الجديدة للاقتصاد الوطني، عبر مسارات مرافقة مخصصة وتسهيلات في النفاذ إلى السوق.
  • تعزيز التموقع الدولي: من خلال خطة تصدير متكاملة تروج لعلامة “صنع في الجزائر” وتفتح آفاق الشراكات الخارجية.

ويرى القريشي كمال، أن إنهاء مهام “ألجكس” يمثل بداية لعهد اقتصادي جديد، قوامه الكفاءة والشفافية، والتجديد.

واعتبر النائب البرلماني، أن هذا التحول بمثابة دعوة مفتوحة للفاعلين النزهاء من الشباب، لبناء اقتصاد وطني نظيف، متنوع، وذو بعد تنافسي عالمي.

شاركنا رأيك