أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن علاقات الجزائر مع دول الخليج قوية ومستقرة، ودون خلافات، باستثناء دولة واحدة لم يُسمها، وجاء ذلك في خطاب ألقاه الرئيس تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني، خلال زيارته إلى مقر وزارة الدفاع الوطني.

وفي حديثه عن العلاقات الخليجية، قال تبون: “باستثناء دولة واحدة لن أذكر اسمها، علاقاتنا مع دول الخليج جيدة، ونتعامل يومياً دون أي مشاكل، سواء مع الأشقاء في السعودية أو الكويت أو العراق، أما مع قطر، فالتعاون أصبح مكثفاً، ونفس الشيء مع سلطنة عمان”.

وأضاف في لهجة بدت كأنها تشير إلى دولة الإمارات: “المشكلة مع من يسعى لتخريب بيتي لأسباب مشبوهة، ويحاول التدخل في شؤون داخلية لم نسمح حتى للدول العظمى بالتدخل فيها، يجب أن يُحافظ على موقعه ونبقى أشقاء دون مشاكل”.

ودعا تبون إلى الحفاظ على اليقظة من أجل صون العلاقات الطيبة التي تربط الجزائر بدول شقيقة وصديقة، ليتسنى تركيز الجهود على تحقيق التنمية الوطنية.

وتعكس تصريحات الرئيس تبون امتدادا لموقف جزائري ثابت في وجه أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد، خاصة من أطراف تعمل على زعزعة الاستقرار الإقليمي تحت غطاء النفوذ السياسي أو المالي.

وتصاعد التوتر بين الجزائر والإمارات في السنوات الأخيرة، على خلفية ما تعتبره الجزائر محاولات مكشوفة للتأثير في قراراتها السيادية ومساراتها الدبلوماسية، لا سيما في الملف الليبي.

وفي سياق متصل، وجّه التلفزيون العمومي الجزائري في وقت سابق انتقادات حادة للإمارات، وصفا ذلك بـ” تصعيد إعلامي خطير” من طرف “دويلة الإمارات المصطنعة”، معتبراً أنه تجاوزٌ لكافة الخطوط الحمراء، واستهداف مباشر لوحدة وهوية الشعب الجزائري.

وجاء في بيان بثّه التلفزيون الرسمي أن التصعيد الإماراتي لا يُعدّ مجرد إساءة إعلامية عابرة، بل هو “عدوان ممنهج يستهدف ثوابت الشعب الجزائري وقيمه وتاريخه العميق”.

ووصف البيان الهجوم الإعلامي الإماراتي بأنه “سقطة أخلاقية وسياسية من كيان هجين يفتقر إلى الجذور والسيادة الحقيقية”، مؤكداً أن الجزائر، التي قدمت ملايين الشهداء دفاعًا عن استقلالها ووحدتها، “لن تغفر المساس بثوابتها ولن ترضخ للاستفزازات”.

ولم يحدد التلفزيون العمومي طبيعة التصريحات أو المواد الإعلامية التي أثارت هذا الرد، لكنه أشار إلى ما سماه “استغلال تاجر أيديولوجيا في سوق التاريخ”