أثارت التصريحات التي أدلى بها الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، حول ملف الصحراء الغربية، التي اعتبرها قطعة من المغرب، أثارت موجة من ردود الأفعال الغاضبة، وصلت الى حد اتهامه بالخيانة و العمالة للمغرب.
الخيانة
فتحت اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، النار على عمار سعداني، ووصفته بالعميل الخائن، وجاء في بيان لها “لقد سقطت الأقنعة، وظهر الوجه الحقيقي لعمار سعداني، إنه شخص مغامر بلا ضمير”
واعتبرت اللجنة أن موقف سعداني معادي لموقف الدولة الجزائرية الداعم لشعب الصحراوي، و حقه في تقرير مصيره : “لقد عرفنا هذا العائد المعادي تمامًا للصحراويين، بأنه الرئيس الوحيد للمجلس الشعبي الوطني الذي لم يستقبل نظيره الصحراوي سنة 2015، وكأمين عام لجبهة التحرير الوطني كان قد أعلن تأييده للمخزن، هو يروج للاحتلال والاستعمار مواقفه كانت مخزية، وخيانة حقيقية لشهداء نوفمبر، وتعارض تمامًا الموقف الرسمي للجزائر”.
وأضافت اللجنة إن: “عمار سعداني عميل مغربي نجح بالتسلل إلى مراكز القيادة العليا في الدولة الجزائرية، إن جبهة البوليساريو أكبر منه كونها حركة تحرير معترف بها وممثلة في 124 دولة في العالم وتحظى بدعم الأمم المتحدة، التي تقر بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”
البوق
وصف رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، التصريحات الأخيرة التي أطلقها الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بخصوص الصحراء الغربية بكلام الابواق التي لا تعي ما تقوله، قائلا :”بعض الأبواق التي تتكلم عن هذا الملف لا تعي ما تقول فالجزائريون عرفوا بشاعة مقاومة الاستعمار والحرمان، و يستحيل أن يسكتوا على هذا الظلم الممارس ضد الصحراويين من طرف المغرب”.
وأكد عبد العزيز بلعيد، المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، امس السبت في كلمته التي ألقاها خلال تجمع شعبي له بولاية تندوف، إن جبهة المستقبل تقف دائما إلى جانب الشعب الصحراوي الذي يطمح في تقرير مصيره والتخلص من التبعية للاستعمار المغربي ، مؤكدا ان الشعب الجزائري لن يتخلى عن القضية الصحراوية التي لا يمكن ان تكون مغربية”
وأوضح بلعيد إن الجزائر ستقف مع كافة الشعوب بما فيها الصحراويين الذين يطمحون لبناء دولتهم من خلال تصفية آخر استعمار في افريقيا قائلا : “الشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل حقه وصموده وتفانيه للوصول الى الحرية والاستقلال لن تتخلى عنه الجزائر لأنها عرفت وعاشت جحيم الاستعمار والحرمان ومستحيل أن تسكت على هذا الظلم”.
التودد
كشف الدكتور محمد السعيد مكي، أستاذ العلاقات الدولية، في اتصال هاتفي مع “أوراس” أن التصريح الذي أدلي به الامين العام الأسبق للأفلان، قبل أيام حول الصحراء الغربية، كان سبب إبعاده من الأمانة العام للحزب في عهد الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، لأنه لا يتماشى مع مبادئ الجزائر في مساندة القضايا العادلة.
و اعتبر مكي، إن تجديد ذات التصريح يدخل في اطار تصريحات المقيمين خارج الوطن، على غرار الجنرال خالد نزار، الذين يسيئون لأوطانهم لإرضاء الدول التي تستضيفهم أو تساعدهم، وفي حالة سعداني يضيف المتحدث “سعداني بهذه التصريحات العدوانية ضد الأشقاء الصحراويين يحاول التقرب الى ملك المغرب ومنه التقرب للنظام الفرنسي.