تتواصل ردود الأفعال الغربية تجاه قضية توقيف الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال.
وبعد التباكي والتنديد الفرنسي الرسمي والسياسي والجمعوي، بتوقيف صنصال، فضح الكاتب الديمقراطي، الفرنسي هارفي ريسان، النفاق الفرنسي وسياسة الكيل بمكيالين.
وقال هارفي ريسان، إن العدالة الفرنسية سجنته لمدة 7 أشهر، في سنة 2021، بسبب منشورات إلكترونية حول النظام الصهيوني، ولازلت إلى غاية اليوم أتنقل بالسوار الإلكتروني.
وأبرز ريسان، أن الجمهورية الفرنسية ليس لديها أية دروس تقدمها للجزائر بخصوص حرية التعبير.
يشار إلى فرنسا تُضيق الخناق منذ السابع من أكتوبر 2023، على كل من يدعم القضية الفلسطينية أو ينتقد المجازر الصهيونية في غزة.
وتلاحق العدالة الفرنسية، مواطنين عاديين أعلنوا دعمهم أو شاركوا في مظاهرات داعمة لغزة.
ولد بوعلام صنصال عام 1949 بثنية الأحد في تسمسيلت، ويعيش حاليا في بومرداس، وقبل أن يصبح روائيا عمل مدرسا ومستشارا ومقاولا وموظفا ساميا في وزارة الصناعة.
وتخرج مهندسًا من المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالجزائر ومن المدرسة العليا للاتصالات بباريس، وهو حائز على دكتوراه في الاقتصاد.
بدأ في الكتابة عام 1997، ونشر روايات عدة وهي “وعد البرابرة” و”طفل الشجرة الفارغة المجنون” و”قل لي الجنة” و”حراقة” و”قرية الألماني” و”شارع داروين”.
ويتطرق الكاتب الجزائري الفرنسي في الروايات المذكورة وفق تسلسلها الزمني إلى مواضيع شائكة تتعلق بالتطرف الإسلامي والعشرية السوداء ونظام الحكم الجزائري.
وتعرض صنصال للطرد من وزارة الصناعة سنة 2003.
عبرت باريس الرسمية، بالإضافة إلى شخصيات سياسية وأدبية كبيرة من شاكلة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وإريك زمور وخافيير دريانكورت إلى جانب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، عن رفضهم الشديد لتوقيف كاتبهم المدلل من طرف الجزائر.
ولعل ما يشترك فيه المدافعون عن صنصال، هو استماتتهم في الدفاع عن “إسرائيل” وعدائهم التاريخي للجزائر، وتمجيدهم للاستعمار.
انتقدت وكالة الأنباء الجزائرية بشدّة، التهجم المتواصل لفرنسا ضد الجزائر، وتناقضها فيما يخص الدفاع عن حقوق الإنسان لكونها تتهم الجزائر بمنع حرية التعبير، في الوقت الذي هي ذاتها تسير عكس هذا التيار.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، إنّ فرنسا “المكرونية- الصهيونية” مصابة بحمى العداء ضدّ الجزائر، مشيرة إلى انشغالها بالجزائر في حين أنها هي بذاتها ضاربة حقوق الإنسان عرض الحائط.
وأشارت الوكالة إلى احتجاز الفرنسيين لمؤسس تطبيق تلغرام بافيل دوروف، علما أنّ فرنسا كانت قد أصدرت مذكرة اعتقال في حقه بسبب رفضه التعاون مع السلطات الأمنية الفرنسية.